�نا عدن | متابعات
قال الكاتب والمحلل السياسي إسماعيل الريماوي إن أكثر من 70 ألف مسلح ينتشرون في الضفة الغربية، لا ليحموا الناس من بطش المستوطنين، بل ليحموا “التنسيق الأمني” الذي بات دستورًا مقدّسًا في مؤسسات سلطة أوسلو.
وأكد الريماوي في مقال أن المقاوم يُطارَد، ويُعتقل، ويُدان، بينما يُفتح للمستوطن طريق العدوان بلا حسيب أو رادع، والقرى المحروقة لا تصلها سيارات الأمن الفلسطيني، ولا تُناقش باجتماعات قيادة السلطة، ولا تحرّك ساكنًا في أرواح من يفترض أنهم “ممثلو الشعب”.
وبين أن ما يجري في الضفة من جرائم ليست هذه اعتداءات معزولة، بل استراتيجية احتلال متكاملة تُنفذ بتقاسم واضح للأدوار: المستوطن ينفذ، والجيش يحمي، والحكومة تموّل، والسلطة تتفرج.
وذكر الريماوي: “نحن أمام فاشية منظّمة، لا تخجل من عنصريتها، ولا تتردد في تحويل الضفة إلى مختبر للتطهير العرقي البطيء، كل شيء هناك يُصادر: الأرض، والحياة، والحق في البقاء”.
وفي زاوية المشهد، تقف السلطة الفلسطينية كظلٍ لا حياة فيه، صمتٌ رسميّ، لا يقطعه سوى بيانات جوفاء، ورهانات مشروخة على سراب السلام. وفق الريماوي.
وأشار إلى أن نحن لا نعيش أزمة مؤقتة، بل لحظة انهيار مزدوج: صعود وحشيّ للفاشية الإسرائيلية، وانحلال داخليّ في المشروع الوطني الرسمي، الضفة تُدفع نحو الهاوية، لا بفعل الاحتلال وحده، بل بتواطؤ من يفترض أنهم شركاء في الدفاع عنها.
وإزاء هذا الخراب، لم تعد الشعارات تكفي والمقاومة لم تعد خيارًا ضمن بدائل، بل ضرورة وجودية، شرط بقاء، وإرادة حياة.
وقال: “فإما أن تنهض الجماهير لتحمي قراها وأرواحها، وإما أن تُسلَّم البلدات واحدة تلو الأخرى، لعصابات الاستيطان التي تمضي نحو هدفها النهائي: أرض بلا شعب”.
ونبه إلى أن الصمت جريمة، والتكيّف مع هذا الجحيم خيانة وطنية، والانكفاء في وجه الطغيان انتحار جماعي، وما يجري ليس مجرد توتر أمني، بل فصل جديد من فصول النكبة، يُكتب هذه المرة بأيادٍ فلسطينية متورطة بالوهم أكثر من تورطها بالثورة.
المصدر | الشاهد الفلسطيني