الرئيسية - أخبار محلية - لودر.. 20 عاماً من التردي والبدائية والحرمان والعطش والوعود الحكومية “الزائفة”

لودر.. 20 عاماً من التردي والبدائية والحرمان والعطش والوعود الحكومية “الزائفة”

الساعة 07:02 مساءً



�نا عدن | متابعات
عقدان من الزمن ومدينة لودر شمالي محافظة أبين (جنوبي اليمن) لا تزال تعيش المأساة ذاتها؛ عطش مزمن وتجاهل متعمد جعل أهالي المدينة يعيشون حياة يرثى لها.

تنازل رؤساء وتغيرت حكومات لكن الوضع في لودر لا يزال كما هو، عشرون عامًا وأهالي المنطقة الذي يزيد عددهم 45 ألف نسمة يعشون مرارة المعاناة، بحثا عن المياه الغير صالحة للشرب فكيف بالمياه الصالحة للشرب.

منذ خروج مشروع مياه لودر الرئيسي عن الخدمة قبل عقدين نتيجة الحروب المتتالية والإهمال المزمن، تحول إلى مادة لوعود السلطات المحلية؛ وعود لم تزيد المواطن إلا عطشاً، ومعاناة بحثاً عن المياه.

عبء وهم يومي

تحولت المياه في لودر إلى سلعة نادرة تُثقل كاهل المواطنين لربما خاصةً في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية وتزايد أعداد النازحين.

“علوي البركاني” مواطن من أبناء مدينة لودر يقول لـ”يمن ديلي نيوز” : بلغت أسعار صهاريج المياه (الوايتات) مستويات قياسية، حيث وصل سعر الوايت الكبير (20 برميلًا) إلى 30 ألف ريال يمني، بينما يُباع الصغير بـ 25 ألف ريال”.

ويشير “علوي” إلى أن ارتفاع سعر صهاريج المياه جعل أغلبية السكان عاجزة عن دفع قميته، لا سيما مع تأخر صرف المرتبات وارتفاع أسعار الوقود.

ويضيف: “أصبح الحصول على الماء من أصعب احتياجاتنا اليومية. نناشد السلطة المحلية التحرك العاجل لإنقاذ السكان من هذه الأزمة الخانقة التي أثقلت الجميع”.



غلاء المشتقات النفطية

“حسن مقرع”، أحد مالكي صهاريج المياه، ربط ارتفاع أسعار المياه مباشرة بغلاء المشتقات النفطية.

وقال “حسن مقرع”، لـ”يمن ديلي نيوز” إن نحو ثلثي ما يتقاضاه مقابل توصيل المياه يُنفق على شراء الديزل، خاصة مع بُعد مصادر المياه عن المدينة.

وطالب مقرع الجهات المعنية بتخفيض أسعار الوقود لتخفيف الأعباء عن المواطنين.

رواتب لا تفي بحاجات الماء

في السياق يقول ،قاسم حسين، وهو معلم وربّ أسرة من ثمانية أفراد: “راتبي لا يتجاوز 70 ألف ريال، وأحتاج إلى وايت ماء كبير كل نصف شهر.

وتابع متحدثاً لـ”يمن ديلي نيوز”: هذا يعني أنني أدفع أكثر من 60 ألف ريال شهريًا فقط للمياه، ويتساءل في الوقت نفسه فكيف أُلبي باقي احتياجات أسرتي؟”.

لا تتجاوز حدود الورق

على الرغم من إعلان مكتب عضو مجلس القيادة الرئاسي ، عبدالرحمن المحرمي، قبل سبعة أشهر عن مشروع لإعادة تأهيل منظومة مياه لودر – أمصرة، إلا أن الواقع لم يشهد أي تقدم، بل ظلت تلك الوعود حبرًا على ورق فقط ، ما عمّق من خيبة أمل المواطنين وزاد من تفاقم المعاناة.

يقول الشيخ علي باخرش، وهو أحد وجهاء المدينة لـ”يمن ديلي نيوز” إن الوضع بات مأساويًا، والمياه أصبحت “حلمًا بعيد المنال”، في ظل التجاهل الواضح من الجهات المختصة، وعدم وجود أي حلول واقعية رغم التكرار المستمر للوعود.

من جانبه، يشير مدير مكتب إعلام لودر ،جهاد حفيظ، إلى أن أحد أسباب تفاقم الأزمة هو تأخر تنفيذ مشروع مياه أمصرة – لودر الاستراتيجي.

وطالب “حفيظ”، في تصريح لـ”يمن ديلي نيوز”، الجهات المختصة بسرعة تجهيز وتشغيل البئر الثانية في منطقة زارة القريبة من المدينة، لما لها من دور كبير في خفض كلفة صهاريج المياه.

ودعا حفيظ مؤسسة المياه ومكتب الصناعة والتجارة إلى التدخل العاجل لوضع تسعيرة عادلة للوايتات، بما يُخفف العبء عن المواطنين.



صمت رسمي في مواجهة أزمة إنسانية

رغم محاولاتنا المتكررة للتواصل مع مؤسسة المياه في المديرية، لم نتلقَّ أي رد أو توضيح بشأن أسباب تأخر المشروع أو الخطط المقترحة للتعامل مع الأزمة.

وفي ظل هذا الواقع المؤلم، يواصل سكان لودر صمودهم في وجه العطش والإهمال، بينما تظل وعود السلطة المحلية بلا تنفيذ، وتتفاقم المعاناة يومًا بعد يوم، لتتحول المياه إلى حلم بعيد المنال في مدينة عطشى منذ عقدين.

 المصدر | يمن ديلي نيوز