السعودية: تاريخ طويل من تخريب اليمن

2025/06/08 الساعة 02:09 صباحاً

 

عادل الشجاع 

للعلاقات السعودية اليمنية تاريخ طويل ليس على المستوى الدبلوماسي، بل بالتدخل الأحادي الجانب من الرياض والذي ألحق أضرارا عميقة بالبنية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية على عكس ما تظهره السعودية من رعاية ودعم تخادع به الرأي العام اليمني والدولي..

على الرغم من توقيع اليمن اتفاقية الحدود وتنازلها عن كثير مما ورد في اتفاق الطائف، كان الهدف هو إبداء حسن النية وأن اليمن ليست عدو للسعودية ولا يمكن أن تشكل خطرا عليها في يوم من الأيام..

إلا أن السعودية انتهزت فرصة الفوضى التي عمت اليمن والتي لم يحسن النظام ولا المعارضة معالجتها في الإطار الوطني، فانتهزت السعودية الفرصة عبر المبادرة الخليجية لتغرق اليمن بالأزمات المتتالية وتجعل منها بوابة لتدخلها المستمر..

حرصت السعودية على تنفيذ الشق الأول من المبادرة وهو نقل السلطة من الرئيس إلى نائبه لكنها عطلت الشق الثاني منها والمتمثل بتشكيل لجنة لتفسير المبادرة عند اختلاف الطرفين حول تفسيرها، وأجهضت إجراء إنتخابات رئاسية وبرلمانية بعد سنتين، مما جعل الرئيس هادي يستمر عشر سنوات حتى نزعت منه صلاحياته وعينت ثمانية بدلا عنه خارج المبادرة ذاتها..

يجب التعامل مع السعودية على أنها عدو لليمن بشكل الصريح والتوقف عن التعاطي معها على أنها دولة شقيقة تريد مساعدة اليمن، فكل ما تمارسه على الأرض يؤكد سوء نيتها تجاه اليمن، هاهي تتسابق مع الإمارات على إنشاء المليشيات وتمولها، فبالأمس أنشأت مليشيا جديدة تسمى درع الوطن تخرجت أول دفعة من أعضائها بدون العلم الوطني وبدون هوية..

لقد تخلت السعودية عن التزامها القانوني والأخلاقي في تنفيذ القرار 2216 وأوصلت اليمن إلى مرحلة الدولة الفاشلة، هذا يحتم على الحقوقيين والإعلاميين أن يذهبوا إلى الأمم المتحدة لرفع شكوى ضد النظام السعودي الذي يدعي محاربة إيران في اليمن، في حين يتبادل مع إيران السفراء والبعثات الدبلوماسية، ويدعي أنه جاء لإسقاط الحوثي، في الوقت الذي يتفاوض مع الحوثي في صنعاء والرياض وسلطنة عمان وينشئ مليشيات انقلابية على غرار مليشيا الحوثي جميعها تهدد وحدة وسلامة الأراضي اليمنية، ومتى ما احترمت السعودية اليمن على اليمن أن يحترمها، وفق المصالح المتعارف عليها بين الدول، بدون ذلك يجب التعامل معها على أنها عدو ويجب إلغاء كل الاتفاقيات التي لم تحترمها..