الوحدة اليمنية!! عزةُ وطنٍ أم هوانُه؟!.:
اليوم قالوا إجازة عيد الوحدة.. قلتُ: هذه الوحدة ما جابت خير لليمنين كلهم. الشمال كان ماشي على خط واحد، مؤتمر شعبي عام فيه القبيلة والدعاة والحكومة والمثقف والمهمش، ومن كل شجرة ورقة. وكل واحد عارف حجمه ومهمته ودربه. والشعب على مهرته وشغله لا له في ثورات ولا مظاهرات، ولايهمه من طلع ومن نزل، يدور لقمته وتخزينته. قاموا توحدوا مع الجنوب اختبطت الشغلة عليهم. كيف؟!. اسمعْ! ثلثا الاشتراكي تحولوا مؤتمر، وهناك بدأت يدهم المتعودة على المزمار وألة القانون تلعب وتدندن، وهكة وهكة، اعتصدت النوتة وتعطلت الرَصَّة، وعرف الشمال ما لم يكن يعرفه، نقد واضرابات وثورات ومسيرات واحتجاجات. الفائدة الوحيدة أنهم تنفسوا في الجنوب بعد ما كانوا متداحشين في علبة سردين. لكنهم شعب صنديد برغم كل التشنيع والتهديد والكلام الجارح نحوهم من الجنوبيين وحتى من شماليي البدون يمن48.. ولا تزحزحوا من الجنوب، بقوا حجر من أحجارها.. فعلوا استيطان بكل قوة ووطنية. والله لو هو جنوبي في الشمال وحصل ربع اللي وقع لهم هنا ما كان جلس ساعة هناك. نحن أهل دلال.. عيال ذوات.. تربية بريتش!. والجنوبي نفس الشغلة ما استفاد أي شيء، كانوا مليون ونص، بمساحة تشل 20 مليونا، وراتبهم 50 دينار، يكفيهم وزيادة.. وكل شي عندهم مرتب ومنظم، بقدر محدد وآلية متوافقة. توحدنا وتكسر السد، خرج 10 مليون، وضاع المليون بينهم، وال50 دينار راحت شُربَة قدام بحر ملايين الريالات، فلوس زي الرز كان الهوامير حانبين بها هناك، وحصلوا في الجنوب مصدر ربح وتبييض لها. وطبعا لأن الجنوبي ماكان يعرف الكماليات والفخفخات التي حرمه منها الاشتراكي الغبي، فعلى طول باع وتخلى واقتنى وظن أنه اغتنى.. وزي الأسفنجة بدأ يشفط بعض العادات من الشمال، ثارات، اغتيالات، تحدي القانون، وتكوين مراكز قوة قبلية وشللية وسياسية، وضيع ما كان يعرفه من نظام.. وبعد ما حس بالخطر كان قد فاته قطار تدارك الأمر.. وما عاد نفع الجنوبي حنق البيض، ولا نفع الشمالي عفو صالح، ولا نفغ اليمن كله تفرده بالحكم دون منافس. زاد على الصوف الخبيط، وتزحلق الكل في السليط.. ومن تكتل إلى آخر، ومن مطب إلى حفرة، وكل واحد يلعب مع الثاني شَبَدُلُه وشد الحبل، وآخرتها قد البلاد يحكمها غير أهلها، ويتصرف بأرضها وخيرها غير مولاها، وحد في أنقرة وحد بالقاهرة، وحد في الرياض وحد بأبوظبي.. وقال احتفلوا بعيد الوحدة. لبوكم الراعة.. نحتفل بأيه يا كوم الغباء؟!.. شلكم شل ذي شل عادٍ وسبأ.
أبو الحسنين محسن معيض.
