.. لا أعز الله هيين ..

2014/02/28 الساعة 01:15 صباحاً

هذا مثل شائع " معناه أن الشخص السافل المهان مهما حاولت أن تقف معه تسعى الى انتشاله مما هو فيه من ذل ومهانة فانه يأبى الا أن يعيش الذل والهوان لان الله قد كتب عليه أن لا يعزه فهو هيين
ولو نظرنا في كتاب الله نجد أن هذا المثل يستند على أساس شرعي وهو قول الله تعالى في الآية الكريمة في سورة الحج : {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ} والعجيب ! أن هذا النص القراني أتى بعد أن ذكر الله سبحانه كل الكائنات التي تسجد لله من في السماوات والارض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس ثم يقول وكثير حق عليه العذاب ثم يذكر "ومن يهن الله فما له من مكرم ".

باعتقادي أن هذا المثل الذي يردده أجدادنا ينطبق تماماً على المخلوع علي صالح

بعد أن خرج اليمنيون عام 2011م ضد نظام حكمه الاستبدادي العائلي جاءت المبادرة الخليجية لإنقاذ موقفه وأعطته  حصانة من الملاحقة القضائية كطوق نجاة لم يحصل عليه غيره من المخلوعين , وكان بإمكانه أن ينتهز تلك لفرصة الذهبية فرصة النجاة من القضاء والأموال التي نهبها من قوت الشعب , ليعيش بقية حياته بعيداً عن المشاكل

لكنه أبى الا أن يعيش بقية حياته ذليلاً مهاناً , فقد أظهر أمراض نفسه الدنيئة وحقده الدفين ليمارس حرب العصابات ضد الشعب اليمني ومصالحه الحيوية مما جعل مجلس الأمن الدولي يدرج اسم علي عبدالله صالح في القرار الذي اصدره اليوم باعتباره زعيم عصابة تعرقل انتقال السلطة في اليمن ويضعه تحت المراقبة مما يمهد لاتخاذ اجراءات عقابية تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة

ظل المجتمع الدولي لعقود يتعامل معه كرئيس دوله ذات سيادة له كلمته وشخصيته الاعتبارية حينما كان في الحكم , وكان بإمكانه أن يستغل تسامح اليمنيين ومساعدة الدول الاقليمية له ورغبة المجتمع الدولي في استقرار اليمن , في أن يعيش ما تبقى له من عمر معززاً مكرماً يتعامل العالم معه كرئيس سابق له احترامه كشخصية تاريخية مثله مثل كل الرؤساء السابقين في العالم

لكن لا يعز الله هيين .. فقد جعلته ارادة الله يتصرف بحماقة وسذاجة حيث قاده تفكيره النرجسي الى الإعتقاد بأنه قادر أن يخلط الأوراق ويخدع الجميع كما كان يفعل حينما كان رئيساً , ونسي أن اليمنيين يسعون الى طي صفحته السوداء نهائياً ومن حسن الحظ أن يشاركهم المجتمع الدولي هدفهم هذا, وقادته تصرفاته الحمقاء الى أن يتعامل معه الجميع كزعيم عصابة خارج عن القانون يجب ملاحقته محلياً ودولياً

الغريب ! أنه مع صدور قرار مجلس الامن الدولي انطلقت المواقع الصحفية التابعة لـ علي عفاش وشركائه في المشاريع الشخصية والعائلية يتحدثون عن دخول اليمن تحت الوصاية الدولة ويتباكون على السيادة اليمنية , ولو كانوا صادقين في مشاعرهم تجاه اليمن واليمنيين وحريصين على مصلحة اليمن وسيادته لأوقفوا جرائم زعيمهم وعصابته التي عاثت في الأرض فساداً , مما أعطى المبرر للمجتمع الدولي أن يتدخل بإصدار قراره بشأن اليمن , وصدق المثل .. لا أعز الله هيين ..