ونحن في الذكرى الثالثة لليوم التاريخي في حياة اليمنيين يوم 21فبراير الذي شكل تجسيداً للنهج الديمقراطي وخياراً لا حياد عنه لإرساء دعائم الدولة المدنية الحديثة، فمن هذا اليوم نستلهم أن أبناء هذا الوطن الغالي بجميع أطيافه المختلفة ومشاربه المتعددة قادرين على تجاوز الخلافات والمشاكل بطرق سلمية وحضارية لتجنيب الوطن شرارة الفتن والصراعات في هذه المرحلة مرحلة ما بعد مؤتمر الحوار الوطني والسير نحو تنفيذ مخرجات الحوار. وباعتقادي الكبير فإن بقاء الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة في منصبه ضمان كبير للسير باليمن إلى الاستقرار الأمر الذي يستدعي من الجميع تضافر الجهود لبناء اليمن والوقوف إلى جانبه لتشييد مداميك الوطن والخروج باليمن من بحار تلاطمت أمواجه إلى بر الأمان ومرفئ المستقبل. وإذا قيمنا نجاحات الفترة الماضية وخصوصا منذ انتخاب الرئيس هادي باعتباره رئيسا توافقيا لكل الأطراف ودوره ومدى تنفيذ المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية, فهناك العديد من النجاحات المتحققة على أرض الواقع منها تشكيل حكومة الوفاق الوطني ولجنة الأمن والاستقرار التي أزاحت المتاريس من شوارع العاصمة وفتح العديد من الطرقات التي كانت مغلقة وتشكيل فريق هيكلة الجيش وكذلك الأمن, وهيكلتهما وكذا انعقاد فعاليات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وتسمية اعضائة التي مثلت مختلف فئات الشعب اليمني وكان ذلك انتصارا كبيرا لليمن الذي التقى فيه فرقاء السياسة على طاولة الحوار وعملوا على حل مختلف القضايا والمشاكل الوطنية والسير باليمن نحو الدولة المدنية الحديثة وقد حددت مخرجات الحوار الوطني شكل الدولة عبر النظام الاتحادي من سته أقاليم بما يحافظ على وحدة وامن واستقرار اليمن. ولذلك فان الانتخابات الرئاسية في 21فبراير عام 2012م كانت تأكيداً على أن الوطن أغلي لدي الشعب اليمني عندما اتجه المواطنون للتغيير السلمي عبر صناديق الاقتراع وإذا ما قارنا وضع بلادنا مع بعض الدول الأخرى نرى أن الحكمة اليمانية قد تجلت في أروع صورها حين اتجهت بلادنا للتغيير وبأقل التكاليف مقارنه ببعض البلدان الأخرى لتعلن اليمن بان العملية الديمقراطية في 21فبراير2012م طوت صفحات الماضي بكل سلبياته وإفرازاته ليجتمع الشعب حول انتخاب قيادة وطنية اجمع عليها الداخل والخارج من اجل أن تكون قادرة على الولوج باليمن إلى بوابة الغد الأفضل، والخروج من بوتقه الصراعات السياسية بين أبناء الوطن الواحد وبالفعل فقد تحمل الرئيس هادي المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقه بكفاءة وشجاعة وحكمة واقتدار واثبت حنكة كبيرة في قيادة مسيرة التحول وإدارة العملية الانتقالية السلمية واستطاع بصرامة مشهودة تجاوز جملة من الصعاب والتحديات الكبرى التي اعترضت وما تزال تعترض هذه المسيرة الحضارية الأبرز في تاريخ اليمن المعاصر.. وحتى لا نبالغ يجب علينا جميعا ان نعطي هذا اليوم التاريخي في حياة اليمنيين حقه والذي تم التغيير فيه بطريقة سلمية عبرت عن مدى حكمة ووعي أبناء اليمن رغم ما واجهت البلاد من مشاكل كانت ستتجه به إلى المجهول. لا سمح الله