السلام على من اتبع الهدى والصلاح والرشاد والخير والفلاح وطريق الحق المستقيم الذي لاعوج فيه وبعد..
أختنا الفاضلة كرمان : كم كنا سعداء بك وبنشاطك الثوري إبان ثورة فبراير المجيدة ومن قبلها نشاطك اللامحدود في مقارعة الفساد والمفسدين والظلم والظالمين ,كم أحببناك حينها حتى أن من رزقه الله ببنت اسماها توكل متيمناً بتوكل كرمان التي نراها شعلةً تضيء دروب التغيير في اليمن.
وأنا اليوم أطالبك أخييتي بأن ترعيني سمعك وبصرك وكل حواسك حتى تعي وتتعلمي وتصححي مسارك فليس من أمة محمد من لا يخطئ لكن خيرهم من يتراجع عن خطأه ويصححه .. والثوب الأبيض هو اشد الثياب إظهارا للعيوب فحافظي على نقاء ثوبك.
اخيتي الفاضلة كرمان.. لست هنا بصدد النقد اللاذع الخارج عن الأدب والحشمة .. بل هو نقد يجب علينا أن نقوله لكِ ويجب عليك الاستماع له والتمعن فيه ومراجعة مواقفك المسببة له.
إن موقفك من الانقلاب العسكري في مصر والذي قدمتي له التأييد المبكر رغم علمك أن تأييدك لم ولن يقدم أو يأخر فيه قيد أنمله .. إلا انه أصابنا بصداع مزمن وشقيقة لم نستطع معالجتها , فمثل هذا الكلام لايصدر من ثائرة عفيفة من أمثالك.
وإياك أن تقولي أنك لم تكوني تعلمين أن وراء الأكمة ما وراءها لان المصيبة ستكون أعظم وسنقول لكِ لاتتدخلي فيما لاتعين وتعرفين.
كيف طاوعتك نفسكِ بالوقوف مع يحيى محمد صالح وياسر اليماني وغيرهم من الاوباش والمفسدين في الارض في موقف واحد ليكون موقفك مطابق لموقفهم !! الم تسمعي قناة المخلوع وكل وسائل اعلامة تمتدحك وتثني عليك !! وقفت مع الباطل ضد الحق بحجة الشراكة والتوافق ناسية أن التوافق هو من تسبب في الانقلاب على الرئيس الشرعي المنتخب .. فاين اخونة الجيش الذي انقلب عليه وأين اخونة الداخلية التي لم تدافع عنه ولا عن متظاهريه ولاعن مقراته ولا عن المواطن المصري البسيط؟ ذهب جل مستشاريه لانهم من الوفاق وتخلى وزير خارجيته عنه لانه من وزراء التوفاق !!
تباً له من توافق وتباً لها من شراكة افضت الى ما افضت اليه .. فأنت تطالبين الرئيس بأن يكثر الشقوق في سفينته حتى يسهل إغراقها وهو ماكان .. وقد كان الاجدر بك أن تنادي بتعيين من يثق فيهم من افراد جماعته ومن مويديه الذين لم ولن يتخلوا عنه حتى في السجون .. فهاهو رئيس وزراءه يسجن رغم انه ليس إخوانياً لكنه من المخلصين المتدينين ..وهاهم انصاره وحبوه في الميادين اليوم بالملايين فهل كان على الرئيس أن يتنازل للتحرير ويترك رابعة العدوية!!
لكن ماحصل اليوم هو عزل الرئيس المنتخب واغلاق كل القنوات الاسلامية الناطقة باسم الاخوان والسلفيين .. ومنع كل صحفهم من الصدور وسجن كوادر الاخوان وقادتهم بالمئات .. فهل تبين لك مع من كنت تقفين ؟
كنت مع متشدقين بالديموقراطية وهم في المعارضة وحينما وصلوا للحكم المغتصب نحروها.. رغم
ترك الاخوان قنوات الفلول تنبح عليهم وتدعوا للتمرد بل شكلوا حركة اطلقوا عليها تمرد دون حياء لا من الله ولا من خلقه ! هدفها هو التمرد على رئيس شرعي منتخب.
واليوم ننتظر منك موقفاً مشرفاً يزيل عنك ما التصق بك من ادران موقفك السابق.. وأعلنيها مجلجلةً أنكِ كنت مخطئة وأن ماحصل هو إنقلاب سافر على رئيس شرعي ..
أعلنيها فإعلانك سيكون كالغيث ينبت لك أزهار الحب والاخاء في نفوس طالما احبتك وتفاخرت بانتماءك للتيار الإسلامي .. أعلنيها وتعالي على حظوظ النفس .. اعلينيها وعودي الى الدعوة الى الشريعة المحمدية السمحة وتبرئي من كل علماني أو ليبرالي وكل موقف يساويك أو يضعك جوارهم حتى تعودي كما كنت توكل كرمان التي عرفنا وأحببناها وأفتخرنا بها.
