قطر .. و أخواتها

2014/02/21 الساعة 11:55 مساءً

تقف دولة قطر بأميرها سواءً الأب أو الابن وبحكومتها رافعة شراعها عالياً تبحر عكس تيار الإبحار في المنطقة , تواجه أموج الاستبداد المتلاطمة حولها من كل الجهات تشق العباب رافعة راية " ندعم حق الشعوب " بين شعارات العائلية والسلالية والملكية للأرض والانسان

يعلم الحكام في قطر أنهم يسيرون في خط يراه إخوانهم خاطئاً فهو يقوض حكمهم ويهدد عروشهم , يعي القطريون ايضاً أنهم قد اختاروا ممراً شاقاً وطريقاً مقفرة سيواجهون فيها كل الافاعي والذئاب التي لا تؤمن بحرية الشعوب ولا بحقها في اختيار من يحكمها فضلاً عن ايمانها بحق الشعوب في الحياة أصلاً

ما يميز السياسة القطرية في المنطقة وفيما يخص الربيع العربي هو أن مواقفها ليست تكتيكات سياسية ولا حسابات مصلحية كما هو حال أخواتها , انما تنطلق تلك المواقف من مبدأ ثابت وهو حق الشعوب في الحرية والكرامة واختيار حكامها بعيداً عن العلاقات الشخصية أو المصالح المشتركة , فقد وقفت قطر مع ثورات الربيع العربي ابتداءً من تونس ومصر الى ليبيا واليمن بنفس الموقف في حين تغيرت مواقف أخواتها من ثورة الى أخرى على أساس موقفها من النظام الحاكم وعلاقتها به  , كما هو حال من وقف ضد الثورة التونسية والمصرية لأن علاقته بأنظمتها جيدة وداعماً للثورة الليبية والسورية لأن علاقتها بأنظمتها سيئة , كانت الثورة السورية هي الاختبار الحقيقي لقطر ومواقفها فقد كان النظام السوري أكثر الانظمة العربية توافقاً مع قطر وداعماً لسياساتها , وأبرز تلك المواقف هو الحضور اللافت لبشار الاسد والمتحدي في قمة غزة عام 2009م حينما عارضتها أخوات قطر وسعت الى افشالها , وقد جاء الموقف القطري من ثورة الشعب السوري معبراً عن مبدأ قطر الدائم في دعم الشعوب مهما كان موقف النظام بل والتضحية بعلاقتها مع ذلك النظام مهما كانت درجتها

كان موقف قطر من الثورة اليمنية واضحاً من اليوم الاول معبراً عن دعمها لحق الشعب في اختيار ما يريد , في الوقت الذي حاولت أخواتها استخدام المماطلة والتتويه لإفراغ الثورة من مضمونها ومحاولة إطالة عمر النظام وامداده بمقومات البقاء والصمود أطول فترة ممكنة  ليصل الثوار الى درجة اليأس والقبول بالتعايش مع النظام , وحينما شعرت قطر أن موقفها لا يتماشى مع مواقف أخواتها أعلنت انسحابها من المبادرة الخليجية , لكنها ظلت على موقفها من نظام صالح الذي استسلم لإرادة الثوار بعد أن اقتنع داعموه بعدم قدرته على الوقوف وقد كسر عموده الفقري ( الجيش ) وأن إمكانية شفائه صارت مستحيلة

وبعد أن انتصرت الثورة اليمنية في اسقاط نظام صالح وانتخاب عبده ربه منصور هادي رئيساً للجمهورية وتشكيل حكومة الوفاق أعلنت قطر دعمها لليمن وثورته وحكومته مادياً ومعنوياً وتأييده في المحافل الدولية وتقديم المشاريع الخدمية للشعب اليمني

كان مشروع مدينة حمد الطبية في محافظة تعز والتي قام رئيس الوزراء محمد سالم باسندوه  بوضع حجر الأساس لها الخميس الماضي بتكلفة 280 مليون دولار خير دليل على التزام قطر المبدئي تجاه الشعب اليمني وثورته في الوقت الذي تقوم بعض أخوات قطر بدعم جماعات الفوضى والتخريب والحركات السلالية المسلحة التي تسعى الى إسقاط اليمن برئيسه وحكومته وثورته والعودة الى النظام العائلي البائد نكاية بالرئيس الذي لم يخضع لها ورفض تنفيذ مخططاتها التدميرية بحق اليمن واليمنيين .

شكراً قطر ..شكراً حمد .. شكراً تميم