11فبراير .. لازلنا في الميدان

2014/02/10 الساعة 12:53 مساءً

تمر علينا الذكرى الثالثة لثورة الـ11من فبراير الشبابية الشعبية وقد حدثت الكثير من التغيرات في المشهد اليمني خاصة والاقليمي عامة , فقد تغيرت المواقف وتبدلت الآراء وتقلبت الظروف حتى وصل الشعور عند بعض الثوار والناشطين الى حد اليأس والتذمر والتململ من سوء ما وصل له حال البلاد بعد مرور ثلاث سنوات على الثورة

لكن مشهد الاحتشاد الثوري في الستين يوم الجمعة الماضية وما تلاه من مسيرات أعاد الثقة الى النفوس القلقة من الواقع , فقد ازالت تلك الحشود تخوفات وهواجس الذين ظنوا أن الحراك الثوري قد خفت ولم يعد ذي جدوى , ولكن الثوار بحشودهم التي تحركت في شوارع صنعاء وساحات الحرية والتغيير في المحافظات أوصلوا رسالتهم للجميع سواء لمن هم في الحكم أو لمن يحلمون بالعودة عبر الفوضى والانقلابات و لمن يحاول التمدد وبسط النفوذ بالمليشيات العسكرية  : اننا هنا نرقبكم .. وثورتنا مستمرة

فما يجري من أحداث " اغتيالات , صراعات وحروب , اعتداءات على ابراج الكهرباء وانابيب النفط , اقتحام مؤسسات الدولة , انتشار السلاح ومظاهر الانفلات الامني " كل هذه الاحداث جعلت بعض الثوار ( السطحيين ) الذين ظنوا أنه بمجرد تغيير الرئيس سيتغير كل شيء وتصلح البلاد " يصابون باليأس , مما حدا بالبعض الى الحديث عن فشل الثورة وربما استسلم لما يروجه إعلام الثورة المضادة عن فساد حكومة الثورة , وكأن اليمن كانت على رأس قائمة الدول الاكثر شفافية قبل الثورة , ربما نسي هؤلاء ان اليمن كانت تعد من الدول الفاشلة إبان حكم من يتحدث عن الفساد اليوم .

بل وجدنا بعض الثوار " العاطفيون " يلعنون الثورة وقادتها وحكومتها !! لأن بعض رفقاؤهم المعتقلون لازالوا في السجون ونسي اخواننا العاطفيون أن هؤلاء الثوار المعتقلون في السجون خرجوا من اجل اخراج اليمن وشعبها من معتقل علي صالح وعائلته , وأن الاولوية هي اخراج مؤسسات الدولة من المعتقل العفاشي , ولو سألنا هؤلاء الاحرار في معتقلاتهم بمن نبدأ نفك قيوده أنتم أم اليمن . لكانت الاجابة : ان حريتنا وأوقاتنا ليست أغلى من دماء وأرواح اخواننا الذين قدموها رخيصة من اجل اليمن

لكنني في هذه الذكرى أريد أن لا أكون متشائماً وان ابعث التفاؤل والأمل من خلال النظر الى بعض ما حققته ثورة الـ11 من فبراير على صعيد التغيير للوصول الى تحقيق حلمنا وهدف ثورتنا الأسمى الذي خرجنا من اجله وضحى اخواننا في سبيله بأرواحهم ودمائهم وهو : بناء الدولة المدنية الحديثة  
اولاً: ازاحة علي صالح وكل أبنائه وأفراد عائلته عن السلطة ومؤسسات الدولة بما يعني القضاء على مشروع توريث الحكم نهائياً

ثانياً : هيكلة الجيش واعادة دمج وحداته وتوزيعه في مناطق عسكرية كخطوة اولى في طريق بناء جيشاً وطنياً يقوم على الكفاءة والمهنية بعيدا عن الولاءات العائلية والقبلية و المناطقية والمشاريع الشخصية الضيقة

ثالثاً : نجاح مؤتمر الحوار الوطني في وضع التصورات والحلول لكل مشكلات اليمن المتراكمة لعقود باتفاق كل فئات الشعب ومكوناته السياسية والمدنية والاجتماعية بما يؤسس لبناء دولة المؤسسات التي تقوم على  الحرية – العدل – المساواة  

رابعاً : ايها الثوار : حينما خرجنا الى الميادين والساحات كان هدفنا الانتقال من دولة الفرد الى دولة المؤسسات ومن حكم الاهواء الى حكم القانون , فلماذا نشغل أنفسنا بالحديث حول الجزئيات ونترك الكليات ؟ لماذا نهتم بالوسائل ونغفل الغايات ؟
أليس كل ما يحدث من اغتيالات وحروب وصراعات يقف وراءها من خرجنا ضدهم , هدفها افشال ثورتنا والعودة باليمن الى ما قبل الـ11من فبراير 2011م ! فلماذا نسقط في فخ مخططاتهم ؟ أليس هدفنا تأسيس وبناء الدولة المدنية ! فلماذا نشغل انفسنا بالحديث عن تقاسم المناصب والوزارات ؟ أليس من السذاجة ان نتبع اعلام المخلوع في الحديث عن تمسك احزاب المشترك بالكراسي على حساب الثورة والثوار مع ان نصف الوزراء لازالوا من النظام القديم ! فهل يصدق عاقل ان احزاب المشترك تنازلت عن أهداف الثورة مقابل عدة مقاعد وزارية ؟

اخيراً ايها الثوار ونحن في الذكرى الثالثة للثورة علينا ان نراقب آلية بناء المؤسسات التي سيكون على عاتقها بناء الدولة المدنية وعدم  الانجرار الى معارك جانبية يروج لها اعلام المخلوع ليصرف أنظارنا عن تحقيق اهداف الثورة .