قلت :لهم هل ستشتروا لي بالطو جديد. قالوا: نعم، قلت اذاً ساتزوج )هذه العبارة سردتها الطفلة خلود بطلة كتاب ( عمري ثمان سنوات وانا مطلقة ) والذي تم ترجمته الى عدة لغات كونها الطفلة الأكثر شهرة في تجربة ما يسمى (بزواج الصغيرات) وقد نجت نجود بالصدفة من تجربة كانت غالبا أحالتها الى جثة ، وفي أحسن الأحوال الى ماكينة شقاء دون توقف .
- اما روان ذات العشر سنوات ربما كانت يوم زفافها تلعب (الغميضة) وتتلاحق مع صديقاتها في شغف مجنون لا يتجاوز أقصى ما تفكر فيه اين ممكن ان تختبي ، وربما كان ذلك هو الامر الذي شغل بالها طوال الليل وارقها لتصحو باكرا لتنفيذه ، وربما كان ابعد ما ذهبت به احلامها شراء حذاء بعجلات استوحته من مسلسل الكرتون ، ربما تخيلت روان ان حفل الزواج الذي حكت لها والدتها عنه ليس اكثر من فستان ابيض و(جعالة) واحتفال لا يختلف كثيرا عن اعياد الميلاد اما زوجها القادم من بعيد أظنها تراءته ( بابا نويل ) حاملا الهدايا والألعاب ومحققا الأمنيات البريئة .
- لم تكن تعلم روان ان أهلها قد قرروا وأد طفولتها وبرأتها وتقديمها قربانا لرجل أربعيني كثير في حقه وصف حيوان.
- قناعاتي تقول ان كل رجل او بالأصح ذكر كان طرفاً في زواج من طفلة هو قطعاً انعدمت معه كل مسوغات الآدمية ،تجرد من ادنى ضمير او اخلاق لا يمكن الا ان يكون شاذا أخلاقيا جنسيا وعقليا بالتأكيد!! اذ كيف يمكن ان يقبل كائن بشري على طفلة ويفتك ببرائتها حتى يزهق اخر انفاسها تحت يافطة الزواج ، كيف يمكن ان نصدق تجاهل نظرات وعبرات طفلة لا تدرك ما الذي يحدث حولها ولا لماذا هي هنا !!؟؟
- لكن الأهل .. الأهل الذين انتزعوا طفلة من بين ألعابها وأحلامها الصغيرة ودفاترها المدرسية ليغرسوها في جحيم لاينتهي ،هؤلاء ماذا يمكن ان نقول فيهم اي عقوبة يمكن ان تكون كافية امام ما مرت به طفلتهم من الم وخوف ورعب واستغاثات ما الذي يمكن ان يقايض دموعها ودمائها المهدورة ثم روحها التي فاضت في النهاية !!!!
- ان سكوتنا على استمرار اغتصاب الطفلات .. نعم اغتصاب الطفلات وليس زواج الصغيرات لان ما يحدث ليس زواجاً حيث نعرف جيدا ان الزواج يشترط الأهلية لطرفي العلاقة ومن ثم القبول او الرفض فكيف يمكن ان تعتبر الطفلة مؤهلة لان تكون ام او زوجة او حتى مؤهلة لتتخذ قرار بهذا الحجم..
- اذا هو اغتصاب مشرعن .. يهندسه ويتوطأ معه اهل بلا ضمير ويشرعنه لهم رجال الله ممن يمانعون تقنين الحد الأدنى للزواج ...زواج الصغيرات رغم انهن لسن صغيرات فحسب ايها الفحول انهن طفلات لهن الحق في اللعب واللهو والدراسة والحلم.. وليس من شأن أحد ان يصادر كل هذه الحقوق البسيطة والاحلام المتواضعة جدا ..
- فقط تذكروا ان روان ماتت وليست وحدها ماتت حتى تعيدوا النظر في قناعاتكم قبل ان تقرروا بأن من قال (زوج بنت الثمان وعليا الضمان) هو شخص غير موجود بيننا ولا نعرف عنوانه وليس لديه اية ضمانات كما يقول والا فليعيد لنا روان الان !!!