شكراً ..عبد الفتاح السيسي

2013/07/22 الساعة 02:04 صباحاً

معضلة مصر لم يكن لها من حل إلا هذا الانقلاب الذي سيكون أقصر انقلاب عرفته البشرية ..

 لقد كان الوضع في نهاية الفترة الأولى من حكم الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي صعباً للغاية وفقد الرئيس وحركة الإخوان الكثير من شعبيتها جراء هذا الاحتكاك مع الفلول والعسكر والحمقى والمغفلين من أمثال ابو الفتوح وحركة 6 ابريل ..

كان هناك الكثير من لابسي الأقنعة المتمسحين بكراسي السلطة والذين قدموا انفسهم على انهم ناصحون برره ومع كل هذه التعقيدات لم يستطع الرئيس ولا حكومته اتخاذ أي إجراءات خاصةً وهناك شارع ملتهب وجيش متربص رغم ما قدمه الرئيس والاخوان من المرونة والرغبة في التوافق.. فرشحوا الكثير من اللبراليين على قوائم حزب الحرية والعدالة , ودخلوا مجلس النواب المنحل على أكتاف الإخوان !

 وفوق هذا كله كانت حكومتهم تضم 9 وزراء من الوفاق حيث تم الحفاظ عليهم في حكومة العجائز الانقلابية وهذا دليل على أكذوبة أخونة الدولة ! والغريب ان تجد بينهم وزراء الازمة وعلى رأسهم وزير الداخلية ووزير الكهرباء والبترول !! وهذا لم يكن ليعلم به احد لولا هذا الانقلاب..


كان الإخوان حريضين على ان يكون للشباب نصيب في حكومتهم فكان رئيس الوزراء قنديل عمره 51 عام ووزير التموين 39 عام في حين لم يدخل في تشكيلة حكومة الانقلابيين وزير يقل عمره عن 61 سنة ! وهذا من حسنات الانقلاب الذي عرى المعارضة العاهرة التي اثبتت فشلها وعدم قدرتها على الفوز في أي انتخابات سابقة ولا ترى بصيص امل في الانتخابات القادمة و لذلك فضلت الطريق الأسهل وهو الانقلاب بواسطة الجيش وبدعم صهيوامريكي .

ومن ايجابيات هذا الانقلاب انه اظهر زيف المعارضة والتي لم يكن لها لتكشف لولا هذا الانقلاب الذي ازال عنهم ما كانوا يتدثرون به من مزاعم الحرية والشراكة وحب مصر ..

 فتبين انهم إقصائيون ودمويون وعملاء وخونة وتضييق صدورهم بمعارضيهم فأغلقوا قنواتهم وأوقفوا صحفهم وسجنوا قادتهم وقتلوا إتباعهم .. رغم أن مرسي صبر على نقدهم اللاذع ومكرهم وتمردهم وقنواتهم التي نشرت العفن السياسي لمشاهديها .


لكن هيهات هيهات فقد توقفت ساعة الزمن عن الدوران.. فكما يقول الانقلابيون انها لن تعود الى الوراء فنحن نقول انها لن تسير الى الامام إلا بمرسي ومن معه.. فهل انتم مدركون .


لقد منح إنقلاب السيسي الثورة فرصة اقامة محاكم ثورية تقتص من الخونة سفاكي الدماء .. انقلابك ياسيسي ميز بين المعارضة الحقيقة المغفلة وبين معارضة الفلول .. انقلابك ياسيسي رفع الرصيد الشعبي للإخوان والإسلاميين لدرجة لم تكن تتوقعها ولن تعرف حقيقتها الا بجموع الشعب وهي تنتفض لتقض مضجعك وتزيحك عن كرسي السلطة المغتصبة .


كم نحن ممتنون لك لان ثورة يناير اسقطت حسني وابقت نظامه الذي ستسقطه هذا الثورة التي لا تقل اهمية عن ثورة يناير لكنها ستكون اكثر دموية لأنها معركة المفاصلة والحسم فالمهزوم لن تقوم له قائمة .


شكراً ياسيسي لأنك كنت ستدخل في سجلات التاريخ كأحد مناصري الثورة وأنت لا تستحق ذلك ففعلت فعلتك التي فعلت وستدخل في قوائم الخونة والمرتدين عن الحرية ..


شكراً ياسيسي لان انقلابك سيجعل الحركة الإسلامية تراجع خططها الاستراتيجية وكيفية إدارتها للأمور وطريقة تحالفاتها وترى وتسمع نموذج لثورة مضادة لتتخذ كافة الإجراءات الاحتياطية لتوخيها أو التقليل من شرها وهذا لم يكن له ان يحدث لولا انقلابك الاسود فشكراً لك ياسيسي.