الانتصارات التي حققها الجيش في مواجهة تنظيم القاعدة ودحرها عن محافظتي أبين وشبوة وملاحقة أفرادها في المحافظات المجاورة تبعث الأمل في نفوسنا بجيشنا الوطني وبقدرته على حماية الوطن وأبنائه وتبعث برسائل متعددة منها :
- أن الجيش اليمني لم يكن ضعيفاً إنما كان سر ضعفه هو الانقسام بين جيش يمتلك أحدث وأقوى الأسلحة في صنعاء وما جاورها يحمي سلطة العائلة وجيش منتشر في المناطق العسكرية يعاني الإهمال والتآمر
- أن هيكلة الجيش بدأت تؤتي أكلها وبدأنا نرى ثمارها في ميادين القتال تعاون وتآزر بين جميع الوحدات العسكرية وظهرت قيادات عسكرية كفؤة ومدربة تتقدم صفوف المواجهة أمثال اللواء الشهيد سالم قطن واللواء محمود الصبيحي غيبتها الحسابات السياسية لسنوات
- إن أي جماعة مسلحة مهما كانت قوتها لن تستطيع مواجهة الجيش الوطني الذي يقف معه كل أبناء الشعب وعلى كل من يحمل السلاح أن يعود الى رشده ويسلم سلاحه للدولة وإلا فإنه سيواجه ما واجهته القاعدة ولن يصمد أكثر من أسبوع
- إن سر نجاح الجيش في القضاء على القاعدة هو الحاضنة الشعبية التي أظهرت وقوف الشعب اليمني بكل أطيافه وفئاته ومؤسساته مع الجيش ومساندته في مواجهة المتطرفين
- إن على القائمين على الجيش وقيادته أن يعوا جيداً أهمية الحاضنة الشعبية وأن يعملوا على بناء عوامل الثقة وجسور التواصل مع أفراد الشعب وأن يسعوا جاهدين لأن تكون مصلحة الوطن والمواطنين فوق كل اعتبار
ولكن السؤال المطروح هو
هل سيتم المحافظة على ما تحقق من انتصارات ببسط الدولة نفوذها على المناطق المحررة من خلال مؤسسات الدولة ومراكز الامن التي يجب أن تنتشر على الطرقات والمدن والقرى وتوفير الخدمات الرئيسية للمواطنين لمنع عودة الفارين من المتطرفين الى تلك المناطق ؟ أم أن الجيش سينسحب من تلك المناطق ويرجع الى ثكناته ليعود أولئك المتطرفين لترتيب صفوفهم من جديد كما حدث في العام 2012م
كما أنه من الواجب على الحكومة أن توفر الدعم اللازم للجيش ليواصل تمشيط المناطق المجاورة لمحافظتي أبين وشبوة وملاحقة عناصر القاعدة الفارين اليها كمحافظتي مأرب والبيضاء وعدم إعطاء المتطرفين أي فرصة لإعادة ترتيب صفوفهم أو التواصل فيما بينهم والقضاء على أي فرصة من شانها عودة نشاطهم , كذلك التوسع في نشاط القوات البحرية وحرس الحدود وخفر السواحل لحماية حدودنا البرية والبحرية لمنع تسلل المتطرفين مرة أخرى من اجل تهيئة البيئة المناسبة لبدءعملية التنمية والبناء ....
