أحدث الهجوم الصاروخي الذي نفذته القوات المسلحة اليمنية على مطار “بن غوريون” (اللد) المحتل، مساء الثلاثاء، ارتباكاً غير مسبوقًا في الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وسط فشل واضح لمنظومات الدفاع الجوية في اعتراض الصواريخ اليمنية المتقدمة.
وأكد الإعلام العبري أن الصاروخ اليمني الذي استهدف المطار كان يحمل عدة رؤوس متفجرة، وتسبب في سقوط شظايا في مناطق متفرقة من بينها روش هاعين والقدس المحتلة، حيث أُبلغ عن أضرار في الممتلكات ناجمة عن انفجار شظايا صواريخ اعتراضية.
“حيتس 3” يفشل رغم تكلفته الباهظة
بحسب تقارير عبرية متطابقة، استخدم جيش الاحتلال أكثر من 10 صواريخ من منظومة “حيتس 3” المتطورة، والتي تبلغ تكلفة الصاروخ الواحد منها قرابة مليوني دولار أمريكي، في محاولة لاعتراض الصاروخ اليمني. ورغم ذلك، لم تصدر المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أي تأكيد رسمي لنجاح عملية الاعتراض.
وقال جيش الاحتلال في بيانه إنه “يرجّح اعتراض الصاروخ”، دون تأكيد قاطع، بينما أقر الإعلام العبري أن الصاروخ اليمني كان “متشظيًا”، ما اضطر الجيش لإطلاق مزيد من الصواريخ الاعتراضية خشية سقوط الشظايا فوق مناطق سكنية، في حين يبدو أن الصاروخ ذاته يحمل رؤوساً متشظية تنطلق قبل وصول الصاروخ للأرض.
تعليق الرحلات الجوية وشلل في المطار
في أعقاب الضربة اليمنية، أعلنت سلطات الاحتلال تعليق حركة الملاحة الجوية من وإلى مطار اللد، في خطوة تعكس حجم الصدمة الأمنية التي تسبب بها هذا الهجوم، خاصة مع فشل القبة الحديدية ومنظومة “حيتس٣” في التعامل مع التهديد القادم من اليمن.
وتداولت القنوات العبرية مشاهد لحالة من الذعر بين الركاب وإغلاق مؤقت لمجال الطيران، في وقتٍ تتوالى فيه التحذيرات من أن الهجمات اليمنية باتت تشكل تهديدًا فعليًا للبنية التحتية الاستراتيجية داخل الأراضي المحتلة.
الهجوم الأخير يأتي بعد تحذيرات متكررة أطلقتها صنعاء، أكدت خلالها أن مطار اللد أصبح هدفًا ثابتًا ومباشرًا رداً على العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، وعلى المشاركة الإسرائيلية في ضرب ميناء الحديدة.
وقد استخدمت القوات اليمنية في هذا الهجوم صاروخين باليستيين، أحدهما فرط صوتي من نوع “فلسطين 2″، والآخر من طراز “ذو الفقار”، في عملية نوعية تُعد من أكبر الهجمات من حيث التقنية والمدى الجغرافي منذ بدء عمليات الدعم اليمني لغزة.
ويأتي هذا التطور ضمن تحول استراتيجي في قواعد الاشتباك، حيث باتت إسرائيل تواجه تهديدات مباشرة في عمقها الجغرافي من اليمن، دون القدرة على التعامل معها بفعالية، وسط تصاعد الانتقادات الداخلية لفشل المنظومات الدفاعية وفقدان الردع أمام ما بات يوصف إسرائيليًا بـ”الجبهة الصاروخية الجنوبية”.