يقولون أن الموت قضاء وقدر, وتقول جدتي ما يأخذ الروح إلا خالقها, فهل كانت جدتي واثقة مما تقول, وإذا كان هذا هو الصحيح وفي الأخر لا يصح إلا الصحيح, فهل صحيحنا اليوم هو صناعة الموت, يعيشنا ويتعايش معنا رغما عنا, نشتم رائحة في كل مكان وزمان, نثور على هذه الرائحة... ننتفض... نصرخ... نتكاتف... لنعرف من صاحب هذا المصنع.. رغم أننا نعرف... لكننا أجبن من أن نشير إليه بالأصبع... إذن عما ماذا نبحث.. عن حقيقة أم عن بطولة.. وإذا كنا نبحث عن بطولة فهل البطولة بعيدة عن الحقيقة.. هيهات ما قيمة هذه البطولة إذا هي ظلت دفينة تلك القلوب والعقول الملوثة.. وإن ظل هذا الفكر مستحوذا على أفعالنا لا شيء سوا نتيجة واحدة, كل إنسان في وطني سيصبح إما بطلا ملوثا أو قتيلا مستغفلا.. كقتلى حادثة العرضي ومخيم العزاء في الضالع.. وأبطال هذه الجرائم.. والأغرب تذكرت أن الإنسان قبل الأرض وكنوزها كما علموني.. فتساءلت كيف يدعى الوطن وطنا دون إنسانيته؟؟..
كلنا شاهدنا أبطال حادثة العرضي وذلك الاعتذار البارد من تنظيم القاعدة الذي تجسد بأن جميع من قتلوا لم يقتلوا عمدا وكان خطأ غير مقصود.. ضحكت من كل أعماق قلبي وتذكرت مادة الكيمياء ووزن المعادلات ورحت أحسبها في عقلي وأحاول أن أوزن هذه المعادلة الصعبة وتوصلت بأن لا وزن لها.. ما هذا الهراء... تنظيم القاعدة بكل جبروته يخطئ هذا الخطأ ويتنازل ويقول المعذرة..
أما مذبحة مخيم العزاء في الضالع فحدث ولا حرج فالكل يتهم العميد/ ضبعان وجاء اتهامه واضحا وصريحا على لسان العقيد محمد صالح الشاعري في حوار له مع صحيفة الأهالي, حيث قال أن مبرر استخدام ضبعان للدبابات لأنه سمع إطلاق رصاص على بعد 400 متر من المدرسة التي كان يقيم فيه العزاء لا يعد إلا عذرا أقبح من ذنب, حيث لم يتحصل ضبعان على تصريح لذلك من قائد المنطقة الجنوبية أو وزير الدفاع لذلك فهو المسئول الأول عن هذه الجريمة... إلى هنا والكلام معقول – ولكن- ما الذي تنتظره اللجنة الرئاسية.. هل تنتظر تنظيم القاعدة أيضا ليظهر على شاشة التلفاز و يعترف بهذه الجريمة... وجميعنا نهلل قد أتنا نصر من الله قريب على شاشة التلفزة..