لنقلها بلا دوران، وباللغة التي يفهمها الجميع:
الإمارات لم تتدخل في اليمن لإعادة الدولة، بل لتدمير الطريق المؤدي إليها..
ما فعلته الإمارات لم يكن خطأ في الحسابات، ولا سوء تقدير، بل كان مشروعا سياسيا عدوانيا واضحا قائما على فكرة واحدة هي:
إضعاف اليمن، وإضعاف شرعيته، وإضعاف قواه الوطنية، ثم التحكم بمصيره من خلال الفوضى..
لم يكن يهمها مستقبل اليمن، ولا تماسكه، ولا نسيجه، ولا سيادته، فتصرفت وكأنها في أرض بلا صاحب، وكأن اليمن مجرد مساحة جغرافية تنتظر من يعيد تشكيلها حسب مزاجه..
لم يكن عدوها الأول الحوثي، بل اليمنيين الذين لا يخضعون، فلم تسع إلى تحرير صنعاء، بل سعت إلى تقييد الشرعية واحتلال عدن، وهكذا تحولت الإمارات إلى أكبر عائق أمام توحيد الجبهة الداخلية..
فقد جندت أموالا وأدوات وإعلاميين لتضليل اليمنيين وصرف أنظارهم عن الانقلاب،
وصناعة عدو وهمي اسمه الإخوان،
وإغراق البلاد في سرديات عدائية تشوه الشرعية،
وتحويل القوى الوطنية إلى خصوم لبعضهم بدل أن يكونوا جبهة واحدة لاستعادة الدولة، بينما كان اليمنيون يقاتلون الحوثي،
كانت الإمارات تصنع مليشيات،
وتسليح قوى خارج إطار الدولة،
وتبني ولاءات مفخخة مهمتها تقويض أي مشروع وطني جامع..
الأخطر أن بعض اليمنيين، سياسيين، إعلاميين، قادة مليشيات، نخبا منفصلة عن واقع البلد، تحولوا إلى أذرع تنفيذية لأجندة إماراتية لا ترى في اليمن سوى ساحة لتصفية حساباتها..
هؤلاء ساهموا في تلميع انحراف سياسي كان واضحا وضوح الشمس، ولم يسألوا، لماذا توقف تحرير صنعاء؟
لماذا يموت الشباب بينما تبنى المليشيات؟
لماذا تهاجم الشرعية أكثر مما تهاجم المليشيات الانقلابية.؟
لأنهم كانوا منشغلين بالرواتب، أو الظهور الإعلامي، أو تصفية خصومات شخصية لا قيمة لها أمام وطن ينهار!.
الحوثي كان المستفيد الرسمي من العبث الإماراتي
بينما كانت الإمارات تشعل الخصومات،
وتستنزف القوى الوطنية،
كان الحوثي يرتب صفوفه،
ويقوي سلطته،
ويغلق صنعاء بإحكام،
ويتعامل مع الحرب وكأنها هدية إلهية منحته عشر سنين كي يحول الانقلاب إلى دولة أمر واقع..
كلمة يجب أن تقال بجرأة
على اليمنيين أن يسموا الأشياء بأسمائها:
السلوك الإماراتي في اليمن كان تدميريا، مزق التحالف، شل الشرعية، ضرب وحدتها الوطنية، وساعد الحوثي أكثر مما أضعفه!.
وكل من يرفض قول هذه الحقيقة هو جزء بقصد أو بغير قصد من شبكة التضليل التي دمرت اليمن معنويا وسياسيا..
لا يمكن لليمن أن ينهض
ولا يمكن للشرعية أن تستعيد قوتها
ولا يمكن للحرب أن تنتهي
إلا حين يتم الاعتراف بأن الإمارات انحرفت بالحرب عن مسارها ساعدتها في ذلك السعودية،
وساهمت في خلق فوضى منهجية عطلت استعادة الدولة..
اليمن يحتاج شجاعة لا مديحا،
ومصارحة لا تزيينا،
وموقفا سياسيا يواجه العبث الإماراتي والسعودي لا يبرره..