13يناير بين الماضي الأليم والحاضر المغلوط والمستقبل الزائف

2014/01/13 الساعة 02:42 مساءً

ثلاثة عقود من الزمن مضت على المجزرة البشعة التي شهدها جنوب الوطن في 13 يناير 1986م وذهب ضحيتها عشرات الآلاف من المواطنين خلال اقل من أسبوعين فقط .. ورغم مضي هذا القدر من الزمن، إلا أن رائحة الدماء لا زالت تنبعث مطلع كل عام.. تتجدد بتجدد السنوات.. ومهما طال بها الزمن فإن رائحة الجثث التي امتلأت بها الشوارع والمعتقلات وتغذت منها الكلاب والنسور ستظل عالقة في ذاكرة المجتمع لبشاعتها وقذارة دوافع مهندسيها.. فشهوة السلطة لدى قادة الحزب الاشتراكي في ذلك الوقت.. اقتضت نهراً من الدماء غذي بأجساد أكثر من ( 30 ألف ) من أبناء الوطن وفاتحة لحرب أهلية أتت على الأخضر واليابس في الجزء الجنوبي من الوطن آنذاك. وعلاوة على سيل الدماء المتدفق من أجساد الشهداء كان مثلهم جرحى ومهجرين تعرضت مقدرات الدولة (مدنية وعسكرية) للدمار شبه الكامل، حيث دمر 90% من سلاح الطيران ومثلها سلاح الدروع والدبابات، كل ذلك طحنته حرب أهلية وصفت بالأفضع عالمياً. ولولا تحقيق الوحدة الوطنية عام 1990م التي جاءت لتضع حداً للصراعات الدموية بين فرقاء الحزب الاشتراكي في الشطر الجنوبي.. لكانت ينابيع الدماء لازالت تنزف من كل بيت في تلك المحافظات حتى اللحظة في معارك الثأر الذي لن ينتهي إلا بفناء الجميع . ومع استعداد بعض الفصائل في المحافظات الجنوبية لإحياء هذه الذكرى المؤلمة وجعل من كانوا السبب في تلك الأحداث الرهيبة هم سلاطين اليوم وهم من يقومون بالترتيب والدعم لهذه الفعالية بل والتزعم ببعض الكلمات التي تأخذ أكثر حيزاً من الوقت لهذه الفعالية , فإننا نحب أن نقول لأحبتنا هل تعلمتوا من الدروس الماضية أم أنكم تصنعون مستقبلا ( لـ يناير جديدة لا سمح الله ) إن عادوا إلى عروشهم التي بنوها بالدماء والجماجم والأشلاء . من الطبيعي أن تكون النتائج سلبية، لكن المؤسف أننا لا نتوقع هذه النتائج، أو لا نهتم بوقعها، بل انساق البعض وراء أحلام وردية تسوقها لهم جهات معروفة بتصدير (الكوابيس) .. فكما هو طبع الانتهازيين، يستغلون الحاجات العامة لصالح حاجاتهم الخاصة.. ومن لزوم الانتهاز أن يرفعوا شعارات الناس ـ في هذه المرحلة ـ وأن يتحدثوا باسم قضاياهم .. إذن .. إذا كان قد تعرضنا لاستغلال فإن ما ينتظرنا هو استغلال جديد، لكنه هذه المرة سيكون أسوأ، وما يحز في النفس هو أن مصيرنا سيبقى بيد أولئك المستغلين..!! ومن المعيب أن نجعل من هذه الذكرى المحزنة والمؤلمة مناسبة نحتفل بها مع تلك الزعامات الدموية ونرفع فيها صورهم التي لازالت بعض أشلاء ضحايا يناير عالقة تحت أظافرهم ولازالت بقع الدم الحمراء الداكنة لم تتطهر منها ملابسهم ولا أجسادهم