ما حدث لي اليوم "الأحد" جعلني أدرك خطورة الوضع الذي تعيشه مدينة عـدن حالياً، ومدى حقيقة خضوعها تحت سيطرة (البلاطجة) وقطاع الطرق ومثيري الشغب، وأدرك أيضاً أن مخاوف ورهبة المواطنين لها ما يؤكدها.. في ظل حالة الانفلات الأمني الواضح.. وسكوت المعنيين إزاء ردع هؤلاء الصغار المراهقين.
كنت عابراً في حال سبيلي عند تمام الساعة الــ7 مساءاً، أمام سوق (ظمران) بمديرية المنصورة/ عـدن، ومررت بجانب مجموعة من الرعاع (المحببين والمحششين) وهم يقطعون الطريق ويشعلون النيران أمام بوابة السوق مباشرة، أحدهم.. نادني بصورة متجنية ومتهجمة.. وقال لي.. لماذا تتحرش ببنات الناس.. ثم أردف أنه رجل أمن وأنه يتبع مباشرة قائد القوات الخاصة في عـدن (الأمن المركزي) وظل يتمظهر (بجواله) أمامي كأنه يتصل بقائده لإحضار الطقم.. تعاملت معه باستخفاف لمعرفتي بأنه (كاذب) وأنه ليس سوى قاطع طريق و(لص مراهق) واقع تحت تأثير الحبوب المخدرة .. قلت له.. وهل رجال الأمن يتحرشون بالمواطنين ويعترضون طريقهم بهذه الطريقة الفجة.. وإذ به يحاول الاعتداء علي متحمساً أمام مجموعة من رفاقه.. وبالرغم من إصراري على إحضار الطقم حاول استفزازي أكثر من مرة بانتشال (جوالي) من يدي.. عندها تدخل بعض المارين الخيرين.. وجعلوني أمضي في حال سبيلي..
سعيت مباشرة بالاتصال شخصياً بقائد القوات الخاصة في عـدن.. وأبلغته بما حدث وأكد لي بأن هؤلاء ليس سوى (بلاطجة) يحاولون سرقة وابتزاز الناس باسم الأمن.. وحين سألته عن كيف يسمح لهؤلاء (البلاطجة) في تهديد حياة واستلاب حقوق المواطنين.. أكد لي أن الأمن سيتوفر.. وأن هناك جهود تبذل لحماية المواطنين من شر (البلاطجة) !!.. لكن متى ربنا وحده العالم..
المؤسف.. إن هؤلاء (البلاطجة) أصبحوا يسيطرون على الأوضاع الاجتماعية في عـدن.. وصاروا أصحاب الكلمة العليا فيها.. منهم من ينسب نفسه لــ (للحراك السلمي).. وآخرون لرجـال (الأمن).. والأكثر خطراً هو ما سمعته عن مواطنين وأشخاص تعرضوا لاستفزازات وأعمال سرقة وابتزاز تمت بهذه الطريقة.. وهو ما يؤكد أن (البلاطجة) وحدهم من يهيمن على الوضع في (عـدن) بحرية مطلقة ودون رادعا يردعهم.. ولاشك سوف يكبر نفوذهم ويزداد طغيانهم.. لو استمر وضع غياب الأمن كما هو عليه الآن..
إنني أحمل رجال الأمن المسؤولية الكاملة إزاء ما يرتكبه هؤلاء (البلاطجة) من حماقات وجرائم بحق المواطنين الأعزل، بما فيهم سكان عــدن المسالمين..