انفصلوا.. واتركونا للطوفان

2013/12/22 الساعة 03:56 مساءً

في عام 2007 م انطلق الحراك الجنوبي بمطالب حقوقية صرفة وكانت كل القوى السياسية والمدنية تقف معهم من اجل نيل حقوقهم المشروعة وتدعوا الى انصافهم  باستثناء الحكومة القائمة أنذاك  بزعامة علي صالح وحزبه الحاكم وتم التعامل معهم بطريقة اللف والدوران وشراء بعض الشخصيات كما هو السائد في التعامل مع كل مشكلات البلد من اجل الوصول الى  توريث الحكم وتكوين مؤسسات عائلية للسيطرة على الشعب وحينما لم يستجب الحراكيين للتخدير الموضعي الذي استخدمه علي صالح لإيقافهم عن المطالبة بحقوقهم , انطلقت المظاهرات في كل المحافظات الجنوبية وتم التعامل معها امنيا واستخدام  والبطش والقوة والاعتقالات ضد الحراكيين فكان من الطبيعي ان يكون ردهم بالمطالبة بالانفصال وكان يعذرهم الكثير في مطلبهم هذا رغم عدم جدواه كونهم كانوا دولة من قبل ولم يتحقق لهم الا الفقر والحروب على السلطة ولكن للضغط على السلطة لتستجيب لهؤلاء لمنحهم حقوقهم , اذكر انني قلت لاحد زملائي في عام 2009م " اذا كان لن يعيد للجنوبيين حقوقهم الا الانفصال فليكن "

ولكن بعد عام 2011م وانطلاق الربيع العربي وثورة الـ11 من فبراير التي اسقطت حكم علي صالح وقضت على حلمه في توريث الحكم ووصول الرئيس عبده ربه منصور هادي الجنوبي الى مركز اتخاذ القرار وتشكيل حكومة الوفاق الوطني برئاسة الجنوبي محمد سالم باسندوه  واعترافها بحقوق الجنوبيين المنتهكة والالتزام بحلها جذريا وانطلاق مؤتمر الحوار الوطني من اجل حل مشكلات اليمن جميعاً وعلى رأسها القضية الجنوبية وبمشاركة الجنوبيين بنسب متساوية مع الشماليين وقد بدأت الحكومة ببعض الاجراءات على طريق حل القضية الجنوبية فقد انتفى السبب الذي يجعل ابناء الجنوب يطالبون بالانفصال

اننا حينما نقول ان الانفصال لا يأتي بخير ليس من اجل اقناع الجنوبيين من اجل استمرار الوحدة التي تنهب ثرواتهم كما يروجون انما كي يعلموا ان من يدفعهم الى هذا الخيار انما ينصب لهم فخاً كانوا قد تجاوزوه  عام 1990م  وان كانت لم تحقق الآمال التي علقها اليمنيون عليها سواءً في الشمال او الجنوب ولكن من ينظر الى جغرافية العالم يجد واضحا انه لا توجد دولة مستقرة من الدول التي تحقق لها الانفصال , لأنه يعاكس الفطرة التي فطر الله الناس عليها (( وان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاتقون ))

اما قولهم بان أبناء الشمال ينهبون ثروات الجنوب فإننا نرد عليهم بان النهب طال الشمال والجنوب من قبل عصابة فاسدة من الشمال والجنوب أما الشمال كأرض وشعب فإنها كانت قبل الوحدة دولة اقوى مما هي عليه اليوم وتمتلك من مقومات النهوض اضعاف ما  يمتلكه الجنوب ففي الشمال العنصر البشري القادر على العمل والانتاج ويعد العنصر البشري اكبر ثروة في كثير من الدول المتقدمة والتي لا تمتلك ثروات نفطية وطبيعية كما ان في الشمال الكثير من الثروات النفطية والمعدنية ما يجعل الحديث عن انهيار الشمال في حال انفصال الجنوب اضحوكة لان النفط الذي يتباهون به لم يستفد منه الشعب اليمني انما ذهب لجيوب الفاسدين وفي حال ركب الحراكيين رؤوسهم واستجابوا لنداءات امراء الحرب وتواصل الدعم الاقليمي  ليتحول الحراك السلمي الى حراك مسلح فإننا لا نريد ان نعيش في مجتمع يتفنن في اساليب الكراهية فلينفصلوا وليتركونا للطوفان ونحن قادرون على تجاوز مشكلاتنا ولينعموا بثرواتهم مع أمراء الحرب الذين يرسلون لهم الاموال والاسلحة  من دول الاقليم

ولكنني اذكَرهم بما يلي :

- انفصل جنوب السودان بدعم امريكي لينعم بثرواته النفطية وهاهم اليوم يتجرعون ويلات الحرب الاهلية وتصفية الحسابات بين امراء الحرب بينما لم تسقط الدولة في الشمال ولم يمت شعبها من الجوع

- انفصلت بنجلادش عن باكستان بدعم هندي ولكنها خلال اربعين عاما عاشت مسلسل انقلابات متتالية جعل الدولة السابعة من حيث السكان من الدول الاكثر فقرأ في العالم بينما وصلت باكستان الى دولة نووية

- انفصلت تيمور الشرقية عن اندونيسيا بدعم من استراليا والغرب وها هي تيمور الشرقية التي لا يتعدى سكانها مليون نسمة تعتبر دولة فاشلة اقتصاديا وتعاني فقراً مدقعاً بينما نجد اندونيسيا رابع دولة عالمياً من حيث عدد السكان 240(مليون نسمة ) تقود أقوى الاقتصاديات النامية في شرق اسيا.