لاشك ان البيان عكس ما يتطلع له ابناء حضرموت من الاعتماد على انفسهم والاستفادة من خيرات ارضهم .. فهم يريدون ان يحفظ امن ارضهم بابناءهم وان تخرج المعسكرات خارج المدن لما فيه من تجنيب المدنيين الانفجارات غير المتوقعة او الاشتباكات التي تحصل عادة في هذه المواقع.
وعندما ذهبنا الى موقع الاجتماع صدمنا بالكم الكبير من انابيب النفط والتي تم تمديدها على ظهر الارض في دليل واضح على نبذ ابناء حضرموت للتخريب وتعطيل المنشئات..لم اسمع ولم يسمع غيري عن تفحير انبوب نفط او ايقاف تصدير رغم الظلم الذي يعيشه سكان تلك المناطق.. فبيوتهم متواضعه وحياتهم بسيطة في حين يأتي بضعة نفر من ذمار او صنعاء اوعمران ويستولون على كل شيء.!
وعاونهم على اسكات الناس بعض المشايخ الذين ملئت كروشهم حتى التخمة فراحوا يسكتون الناس ويصرفون ابصارهم عن طرق الاستفادة من هذه الشركات.
ومع هذا فالمسيلة ليست بدعا من باقي مناطق الثروة .. فمأرب عندما تزورها لايبدوا لك انك في محافظة نفطية والفارق بين حضرموت ومأرب هو في استغلال ابناء مأرب لانابيب النفط كورقة ضغط لتنفيذ مطالبهم من الدولة! وهو السلوك الذي ترفضه الفطره الحضرمية التي تميل الى الحفاظ على المصالح العامة ونبذ التخريب.
وهنا يتوجب على رئيس الجمهورية التدخل السريع والعاجل بنفسه وأن لايعتمد على بقايا نظام صالح في حضرموت الذين لم يظهر منهم حتى الان اي تصرف يساعد على حقن الدماء وامتصاص غضب الناس وتلبية مطالبهم التي اجمعت عليها حضرموت ارضا وانسانا.
على منصور هادي التدخل في حضرموت كما تدخل في عدن والحديدة وسقطرى لنزع فتيل الازمة ودرء الفتنة وإعادة الحقوق لابناء حضرموت الذين شائت الاقدار ان ينتفضوا للمطالبة بحقوقهم في عهده المليء بالاضطرابات... حضرموت اليوم يتربص بها الاعداء .. فالحوثي بحاجة لفتح جبهة جديدة علها تخفف عنه الضغط والحصار.. والحراك بحاجة الى غطاء شرعي لما يصفه بالكفاح المسلح وبدء حرب
التحرير التي لم يجد لها محافظة اخرى ينطلق منها!!
وإلا فلو كان القضية قضية استعمار ويراد التحرر منه فما الحاجة لربطها بقضية حضرموت الحقوقية والمطلبية والتي لم يصدر في بيانها اي اشارة للتحرير والاستقلال اللهم ماتردد من هتافات جنوبية كانت محل رفض من معظم الموقعين على البيان وكل من وقع عليه وقع على قضية حضرموت فقط وهو ما اكدته كلمة باعباد حينما ركز على حضرموت دون سواها وشكر من حضر معازيا ومساندا.
ومع كل ماتقدم يجب ان لاننسى تنظيم القاعدة المتواجد في حضرموت والذي سيكون له دور عند نشوب اي فتنة.
واخيرا وفي حال عدم استجابة الحكومة لمطالب ابناء حضرموت فعلى القبائل ان تبسط سيطرتها على النقاط الامنية التي تقع في اراضيها وان لايسمح بتدخل الغوغاء والمخربين باحداث الفوضى والتخريب والحرق التي لاتتناسب مع الصفات الحميدة لابناء حضرموت .. ونحذر للمرة الالف من مغبة اهمال مطالب بيان وادي نحب والتي تعتبر حتى الان عادلة وواقعية ويمكن التفاهم حول تزمين تنفيذها مع لجنة المتابعة المشكلة من القبايل.
كما ويبقى على العقلاء رفع صوت السلم والتحذير من الحرب ومغبة الترويج لها ..
فما الحرب الا ماعلمتم وذقتم...الحرب لها موعد بداية لكن احدا لايمكنه تحديد نهايتها ولا حجم الاضرار التي ستخلفها ولا عدد ضحاياها .. فحرب البسوس استمرت 40عام بسبب ناقة.!
كل املي ان تتم الاستجابة لمطالب البيان والبدء في تنفيذها قبل ان يقع الفأس في الرأس وحينها لن استطيع ان اقول يامنصور إلا.. ما انا الا رجل من قومي .. فأنت لم تبادر الى الحل.
حفظ الله حضرموت وكل شبر في ارض اليمن جنوبا وشمالا والله نسأل ان يجنبنا الفتن ماظهر منها ومابطن.
