دروس وعبر من رمضــان

2014/06/30 الساعة 03:17 صباحاً

 -          جاء شهر رمضان شهر الرحمه والمغفره والعتق من النار فهل يعتبر الناس مما يحصل من حال المسلمين قتلى و وموتى كل يوم هل من يرجع الى الله ويستقبلهذا الشهر المبارك بالطاعات هل من تائب ومستفر راجيا رحمه من الله وهل من معتبر لعل هذا الشهر  هذا اخر شهر من حياته او لايعود عليه ثانيه وهو ملهو بالدنيا وملذاتها فهل من يعزم على الطاعات والاعمال الصالحة

  

-          في حمة الحياة يغفل الناس  عن حقيقة المساواة تلك الحقيقة فنجد من ينشغل بماله و من يفرح بسلطانه و ينسى أننا أمة واحدة و خلق واحد فالمال و السلطان ليس دائم بل زائل. و يأتي رمضان ليعلمنا ذلك المبدأ و حيث نرى تجسيد تلك الحقيقة متمثله في الصيام و الإفطار فيأتي الفجر و نداء الله اكبر فيمتنع الطعام فيتساوى الغنى و الفقير يتساوى من لديه المال مع من ليس لديه المال في لحظه يصبح المال بلا قيمة

-          منا يملك القوة و السلطان، كم منا يملك القدرة على البطش، الكثير و الكثير، و لكن الإسلام لم يكن يوماً دينا للبطش و الجور و لكن جاء ليعلمنا أن القوة الحقيقة في الصفح و الحلم، فلم يدعوا يوماً ذلك الدين الكريم إلى إن نجور أو نقتص من الآخرين و نحن نحتمي في سلطاننا و قوتنا حتى و إن كنا قادرين على البطش و استرجاع حقوقنا، فنرى النبي الكريم و قد لاقى من إيذاء المشركين ما لا يتحمله بشر و ليس ذلك فقط بل أجبروه على الخروج من مكة تلك البلد التي قال فيها:  لولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت، فنراه يعود بعد أن أمده الله بالقوة و العزة ليفتح مكة و يقف المشركين و يسألهم الرسول "صلى الله عليه و سلم" ما تظنون أني فاعل بكم؟ و نقف هنا و نسأل أنفسنا لو أن أحدنا تعرض لإيذاء من أحد ثم أمده الله بالقوة و القدرة على البطش و استرجاع حقه فماذا يفعل؟ تعالوا نرى رسولنا الكريم "صلى الله عليه و سلم" و قد عاد إلى مكة قوياً بجيش قوي من المسلمين جاءوا و قد خرجوا أذلة و عادوا أعزة بفضل من الله و رضواناً فعندما سأل النبي المشركين و قد تبدلت الأدوار فأصبح هو القوي بعد أن كان ضعيفاً، نجد المشركين يقولون: أخ كريم و إبن أخٍ كريم، فقال الرسول "صلى الله عليه و سلم" إذهبوا فانتم الطلقاء .ماذا؟ إذهبوا بدون أدنى شئ؟ إذهبوا بدون حتى كلمة عتاب ما أروع ذلك الدين الذين يعلمنا الصفح عند المقدرة فنجد أن شهر رمضان يعلمنا أن نكون مثل نبينا محمد "صلى الله عليه و سلم" فنجد الصائم إذا سبه أحد أو شتمه فإنه يقول إني صائم إني صائم، فقط إني صائم، لا بطش، لا عتاب، لا مناقشة، فنجد القوي يصبح ضعيفاً، بل قل حليماً لأنها القوة، فنجده يصفح و يقول إني صائم، فنتعلم كيف نتحكم بقوتنا

 

-           مهما تكلمنا عن فضائل هذا الشهر الكريم فأننا نحتاج إلى سنوات، دروس و عبر و كل يوم يعلمنا فيها الشهر أن نسمو بأنفسنا، يعلمنا كيف نكون بشر، فالحيوان يملك القوة و لكننا نملك الإرادة و القدرة على التحكم بها، ذلك ما يميزنا، نعلم متى نكون أقوياء و متى نكون ضعفاء