يمر الربيع العربي بكل فصوله المختلفة في بعض الدول العربية، والمجتمع الدولى يرقب تحركاته عن كثب، وتعامل معه وكأنه أمر مدروس ومخطط له من قبل، وربما وقفت الدول العظمى مؤيدة وداعمة له معتبرةً ذلك مجرد تنفيس للشعوب فقط وبالفعل حدث تفريغ للجهود والطاقات المشحونة والتي من شأنها الانتقام من المفسدين والقضاء على الاستبداد والظلم وحتى نكون منصفين فلابد من الاعتراف بحصول الشيء البسيط من امور التغيير وفي مقدمتها كسر حاجز الخوف عند الناس والانتصار على آلات القمع والتعذيب، وكذلك إعادة الأمل للأمة بقرب نهاية وزوال المستبدين وتنفس نسيم الحرية من جديد.
وفي الجانب الاخر تم اعادت وترميم انظمة القمع الطاغوتية ولكن بلون اخر وكنا نستغرب لماذا لم تقم حتى الان؟ لماذا تأخرت؟ مع ان الاصل فيها ان تكون الأولى أنها ثورة العراق الحر. الشعب العراقي الذي يأبى الضيم، فهم أصحاب الأنفة وهم من أكثر شعوب الدنيا صلابة وجلادة .
ويصدق فيهم قول الشيخ العلامة الدكتور سفر بن عبد الرحمن الحوالي : حين قال من رحمة الله بهذه الأمة أن أمريكا نزلت بأرض أشجع العجم الأفغان ونزلة بأرض
اشجع العرب اهل العراق.
ثورة العراق تأخرت عن الربيع العربي لكنها سبقته بمراحل وذلك لما تتميز به من خصائص وأهمها:
4- ورغم أني لا أتفق مع بعض تصرفات الثوار في العراق ولكن الحقيقة أن المد الرافضي الصفوي الطائفي المدعوم من إيران هو من فتح الويلات على نفسه وذلك بسياسة الإقصاء المتعمد والتهجير القتل والقمع لمن يخالفهم الفكرة.
وما يبعث على العجب هو ذلك التغاضي المتعمد وغض الطرف سواء من الدول التي شملتها ثورات الربيع العربي أو الدول التي تزعم بأنها بمنأى عنه، تغاضيهم عن التوسع الطائفي في المنطقة مع أدراك الجميع للخطورة التي يحملها هذا التوسع.
وما يحدث في العراق ما هو الا نزر يسير وإنعكاس لحالة السكوت عن الظلم والجور الذي تجرعه أبناء العراق في مرأى ومسمع الجميع دون تحريك ساكن، والسعيد من اتعظ بغيره.