لا غرابة أن الإرهاب في أي بلد يتغذى ويكبر من دعم وتمويل مراكز قوى فيها وقد سبقتنا دول مجاورة وبعيدة عربية وإسلامية وأوروبية في مكافحة الإرهاب واستئصال شأفة واقتلاع جذوره وتجفيف منابعه وواجهت تلك الدول صرخات وتحذيرات وربما أكثر من ذلك تهديدات بالتوقف عن ضرب أوكار الإرهاب لكنها خططت ونفذت فدمرت مراكز القيادة والعمليات وضربت أوكار الإرهابيين حتى في المدن والعواصم الكبرى التي كان يلتحم فيها الإرهابيون بالمواطنين أو يستخدمونهم دروعاً بشرية .
ولا غرابة أن تنادي وتصرخ بعض الشخصيات المنتمية لمراكز القوى وأن ترفع أصواتها بالويل والثبور وعظائم الأمور وأن توعز لمنابرها الإعلامية بالتشكيك في حرب الجيش والأمن ضد الإرهاب فهذا أمر طبيعي يعرفه قادة الجيش ورجال الأمن والاستخبارات ويعرفه شعبنا جيداً وهو ليس بخاف على أحد .
ومن يعود إلى السجالات التي دارت بين شخصيات مرموقة قبل عامين من الآن عند بدء التحضيرات للحوار الوطني حول الحوار مع تنظيم القاعدة وإشراك قيادته في مؤتمر الحوار وتباين وجهات النظر والردود حول الدعوات إلى إشراك القاعدة في الحوار فهناك من دعا صراحة إلى إشراك تنظيم القاعدة في الحوار الوطني رداً على إشراك الحوثيين ومنهم من وضع اشتراطات ومنهم من رفض.
لكن الخيبة الكبرى جاءت من تنظيم القاعدة بأن رفض الحوار الوطني واعتبر الدولة التي تدعو وتنظم الحوار الوطني كافرة ومجاهدتها واجبة وقد تحدثت العديد من التقارير الصحفية والتقارير الاستراتيجية المتعلقة بمكافحة الإرهاب أن هناك نافذون نافذين في اليمن متورطون بدعم القاعدة وحذرت تلك الدراسات من خطورة استفحال الإرهاب في اليمن في ظل رعاية بعض الأطراف السياسية له .
وأوضحت التقارير الصحفية والدراسات الاستراتيجية أن نافذين في بعض القوى و الأطراف السياسية وكذا أطرافاً خارجية متورطون بطرق مباشرة وغير مباشرة في دعم الإرهابيين من خلال التهيئة لأنشطتهم وخلق البيئات المناسبة لتوغلهم وتمركزهم في بعض المحافظات بغرض تصوير اليمن كبلد غير آمن نكاية بالسلطة السياسية والأجهزة الأمنية والعسكرية وكذا تورط أطراف أخرى في التستر والدعم المباشر لهذه الجماعات وبذرائع مختلفة قبلية وحزبية.
وبعد بدء الحملة العسكرية لدك معاقل الإرهاب في مناطق تواجده ومراكز قيادته في المنطقة الواقعة بين محافظتي أبين وشبوة التي بدأت الثلاثاء الماضي تعالت أصوات تنادي بضرورة وقف العمليات العسكرية وكثفت منابر إعلامية من حملاتها التي تستهدف معنويات الجيش والأمن والأمر ليس غريباً ولا مستبعداً ولا كان يحتاج إلى دبلوماسي غربي يكشف عن محاولات تجري في صنعاء لتقويض العمليات العسكرية ضد القاعدة في أبين و شبوة فهذا أمر مدرك من قبل الجميع.
فخلط الأوراق في اليمن سياسة متبعة تمارسها مراكز القوى والنافذون عندما يرون أنهم " مزنوقون " في زاوية ضيقة ولا داعي للتصريح فكلنا يعلم من الذي يريد الهروب من تنفيذ مخرجات الحوار ومن الذي لا يرى نفسه إلا في السلطة ومستحوذا عليها ظاهرا ومستتراً ومن يريد المزيد من التفاصيل يعود إلى سجالات وتصريحات كبار القوم قبل عامين من الآن حول الحوار الوطني وإشراك القاعدة فيه سيعرف الكثير .
والآن ورقة الجنوب رابحة ومؤثرة وهناك من يريد أن يخلط الأوراق ويعلم منهم في سدة السلطة وقادة الأجهزة الاستخباراتية ويعلم رعاة التسوية العشرة من هي القوى والأطراف التي تشجع عناصر القاعدة وتمنحهم الدعم اللوجستي وهناك تصريحات وتلميحات بإجراءات رادعة في الطريق بعد توفر دلائل على تورط شخصيات في دعم القاعدة ونحن منتظرون.
وكما انتصر الجيش والأمن والمواطنون الشرفاء بطرد القاعدة من أهم مديريات أبين قبل عامين بعد أن كانت القاعدة قد أعلنتها إمارة إسلامية سينتصرون اليوم في ضرب معاقل تنظيم القاعدة الإجرامي ولا حوار قبل دك معاقل التنظيم الإرهابي وشل فعالية السلاح الذي تمتلكه تلك العصابات الإجرامية مهما كلف الثمن .
لقد أثبتت عمليات الحوار مع هؤلاء المجرمين وإدماجهم في المجتمع فشلها طالما وهم يحتمون بقيادات فوقية وشخصيات كبيرة من مراكز القوى فإن من يتم حوارهم ودمجهم يعودون مرة أخرى ويكونون أكثر خطورة .
وأخيراً" ليواصل الجيش والأمن والمواطنون الشرفاء دك مراكز قيادة تنظيم القاعدة ومعاقل تواجدها وشل فعالية السلاح الذي يسرب إلى عناصرها بطرق متعددة وبتسهيلات من قبل البعض و ندعو فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي بتوجيه الأجهزة الاستخبارات والجيش بكشف المستور وإعلان المتعاونين ومن يقدمون الدعم اللوجستي والمالي لتنظيم القاعدة حتى يكون شعبنا على بينة من الذين يستهدفون الوطن.