الله خير الماكرين .. فما مكر السيسي

2014/03/28 الساعة 01:45 مساءً

كانت لدى السيسي رغبة في كرسي الرئاسة منذ 35 عاماً كما رأى في إحدى مناماته والتقت تلك الرغبة مع رغبة الجيش المصري في عدم تسليم الحكم للمدنيين أياً كانوا والتقت أيضاً مع رغبة المحيط العربي في إفشال الربيع العربي ورغبة العلمانيين والليبراليين والقوميين في إسقاط حكم الإسلاميين , كل هذه العوامل دفعت السيسي الى الانقلاب على الرئيس المنتخب واختطافه , ورغم نجاح انقلابه على الديمقراطية إلا أنه وجد نفسه بين العديد من المخاطر التي تهدد وصوله الى كرسي الرئاسة من اليوم الأول لانقلابه ولهذا تم تأجيل الانتخابات الرئاسية 9 أشهر حتى يعمل على إزالة العقبات التي تقف امام وصوله الى كرسي الرئاسة أو تهدد بقاءه رئيساً واستخدم المكر والخداع ليتخلص من تلك المخاوف  :

  • الاخوان المسلمون وتحالف دعم الشرعية كونهم قادرون على تحريك وقيادة الجماهير التي لن تمكن له من الوصول الى الرئاسة او الاستمرار فيه فانطلق فيهم قتلاً وسحلاً وحرقاً وتشريداً , واطلاق القوانين المكبلة للحريات ومنع المظاهرات واغلاق الميادين وسحب الجنسية واتهامهم بالإرهاب وإغلاق جمعياتهم ومصادرة أموالهم واستخدام القضاء في إطلاق الأحكام بالإعدام للمئات وسجن الألاف ومع كل ما عمله لم يستطع إيقاف المظاهرات
  • الحصانة وخوف المحاكمة ولهذا عمل من اول يوم في انقلابه على تشكيل لجنة لتعديل الدستور ولم يكن يهمه في تعديل الدستور سوى وضع مادة تحصنه في منصبه لفترتين بحيث يعود الى منصب وزير الدفاع ان لم يصل الى الرئاسة
  • الليبراليين والعلمانيين والقوميين اللذين ساندوا الانقلاب وبرروا له ودافعوا عنه رغبة في ان يستلموا السلطة والذين ظنوا انهم يستخدمون السيسي ولكنه استخدمهم ثم تخلص منهم الواحد تلو الاخر بعد ان أحرقهم أمام المصريين والعالم حتى انه استطاع ان يجعل جبهة الانقاذ تتخلى عنهم ففر البرادعي الى النمسا واكتشف صباحي اسمه في كشوفات المغتربين في السعودية وتم التخلص من وزراء الإنقاذ من حكومة محلب  
  • قادة الجيش كانوا هم التحدي الأكبر أمام السيسي فلا يأمن الانقلاب عليه كما انقلب هو على رئيسه ولهذا فقد قام بالتخلص من أعضاء المجلس العسكري الذين يشك في ولاءهم له أمثال اللواء أحمد وصفي قائد الجيش الثاني الذي عينه في إحدى الأكاديميات العسكرية بعيداً عن قيادة الجيش , ثم قام بإنشاء وحدة جديدة في الجيش سميت بوحدة التدخل السريع لحماية السيسي من الانقلاب
  • المتقاعدين من قادة الجيش السابقين الذين كانوا يمثلون تحدياً امام السيسي أمثال الفريق سامي عنان رئيس أركان الجيش السابق الذي أعلن ترشحه للرئاسة قبل أشهر فأطلق عليه السيسي حملة إعلامية شرسة عبر الاعلاميين الداعمين للانقلاب الذين طعنوا في كل تاريخه وقدموه للشعب خائن وعميل ومتآمر ومصاب بالزهايمر والعجز العقلي واستخدموا في ذلك حتى المخلوع مبارك الذي عينه أركان حرب الجيش اثناء رئاسته فقد قال عنه مبارك بأنه غير قادر على قيادة مصر , حتى اخضعوه ليعلن انسحابه من السباق الرئاسي ودعمه للسيسي
  • أما الفريق أحمد شفيق الهارب في دبي منذ خسارة الإنتخابات الرئاسية أمام مرسي فقد صرح لأكثر من مرة عن قرب عودته الى مصر واحتمال ترشحه للرئاسة لكنه لم يجرؤ على العودة فقد كان السيسي يعد له ملفات لمحاكمته وسجنه , فلم يكن أمامه الا  الاستسلام ليظهر في تسريبه الأخير وهو يتحدث عن أن الجيش سيوظب الصناديق لصالح السيسي وأن الانتخابات ستكون مهزلة ومحسومة سلفاً
  • أخيراً : بعد أن أمن السيسي مكر الناس الذين مكر بهم ظهر ليعلن ترشحه لرئاسة الجمهورية استجابة لنداء الجماهير كما قال ولكنه غفل مكر الله القائل سبحانه {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} فماذا عمل السيسي ليتفادى مكر خير الماكرين القائل أيضاً : {أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ}