أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمس، عن قلقه البالغ بشأن الوضع في اليمن، داعيا أطراف النزاع الى "مواصلة مشاركتها مع مبعوثه (مارتن غريفيث) - دون شروط مسبقة - لوضع اللمسات الأخيرة على الإعلان المشترك".
وقال غوتيريش، خلال اجتماع لمجلس الأمن بعنوان "الحفاظ على السلام والأمن الدوليين: مراجعة شاملة للوضع في منطقة الخليج العربي"، وفقاً لموقع الأمم المتحدة، "ما زلت قلقا للغاية بشأن الوضع في اليمن، وهو صراع محلي أصبح إقليمياً بمرور الوقت".
ودعا الأمين العام الى وقف فوري لإطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى تسوية سياسية لإنهاء الحرب، مؤكدا على أهمية "أن تكون النساء والشباب اليمنيين جزءًا من العملية لضمان حل شامل ومستدام".
وتابع: "ما يقرب من 6 سنوات من الحرب دمرت حياة ملايين اليمنيين وقوضت جهود بناء الثقة في المنطقة"، مجددا دعوته لوقف إطلاق نار عالمي فوري للتركيز على المعركة الحقيقية الوحيدة: المعركة ضد جائحة (كوفيد-19)".
وأضاف: "الحاجة إلى تكثيف الجهود في اليمن"، قائلا "الساعة تدق والناس تموت .. يجب تحقيق وقف إطلاق النار في اليمن الآن".
وأردف: "الأسبوع الماضي جلب بصيص أمل. حيث اتخذت الأطراف خطوات واعدة بإطلاق سراح أكثر من ألف سجين- وهو أكبر تبادل للأسرى منذ بداية النزاع"، في إجراء "لم يقتصر على لم شمل العديد من العائلات اليمنية بأحبائهم فحسب، بل أظهر أيضًا قدرة الأطراف على التوصل إلى اتفاق ومتابعة التزاماتها".
وأكد غوتيريش أن: "الأمم المتحدة تواصل تسهيل المفاوضات بين الأطراف اليمنية بشأن الإعلان المشترك"، مردفاً "أقر بالحل الوسط المضني الذي طُلب من الأطراف لإتمام هذه المجموعة من الاتفاقات (الإعلان المشترك)".
ووصف غوتيريش الحالة الأمنية في اليمن بـ"الهشة"، مشيرا إلى "أن الأسابيع الأخيرة شهدت تصعيدا إضافيا للصراع، يتركز بشكل أساسي في محافظات الجوف ومأرب والحديدة، مع كون الأخيرة مصدر قلق كبير لأنها تهدد بتقويض اتفاقية ستوكهولم لعام 2018".
وقال : "لحسن الحظ، خفت حدة الأعمال العدائية، لكن هذا لا يكفي. نحن بحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى تسوية سياسية لإنهاء الحرب. لا شيء أقل يكفي".
وتابع: "طموحنا الجماعي مرتفع، لكن بالضرورة يجب أن يكون كذلك بعد سنوات عديدة من الصراع".
ولفت غوتيريش إلى "أن التوترات في المنطقة قد عقدت جهود الأمم المتحدة لإيجاد تسوية سلمية في اليمن"، مضيفاً: "ومع ذلك، فإننا نعلم أن الحل السريع للصراع اليمني يمكن أن يساهم في بناء الثقة في جميع أنحاء المنطقة".
واعتبر أن "الصراع في اليمن هو تذكير بأنه ما لم نتصدَّ للتحديات الإقليمية العاجلة والفورية، يمكن أن ينتشر عدم الاستقرار على نطاق أوسع".
وحذر من "أن اليمن لا يزال يمثل أكبر حالة طوارئ إنسانية. المجاعة تلوح في الأفق، وقد تفاقمت بسبب استمرار انتشار (كوفيد-19)"، مؤكداً أن "الجائحة لا تحترم أي حدود".
وقال "لقد شعرت بالتشجيع عندما أعربت عدة دول خليجية عن دعمها لدعوتي العالمية لوقف إطلاق النار وأرسلت مساعدات إنسانية إلى البلدان المتضررة في جميع أنحاء العالم".
وأشاد غوتيريش بـ "تلك الجهود"، داعيا الدول إلى "التنازل عن أي عقوبات قد تؤثر سلبا على الوصول إلى المساعدة الإنسانية والطبية الحيوية وسط هذا الوباء".