�نا عدن | مقالات
سيف محمد الحاضري
صحفي وسياسي|
الزبيدي ومجلسه الانتقالي يتجهان نحو الانقلاب الكامل على الشراكة السياسية ومجلس القيادة.
الدعوات للاحتشاد الشهر القادم، والقرارات التي يصدرها الزبيدي بتعيينات في الحكومة، كلها مؤشرات على توجه واضح لنسف التوافق السياسي.
المجلس الانتقالي يهدد الحكومة والشركاء صراحة، ويواصل خطواته نحو فرض أمر واقع بالقوة.
ويبقى السؤال: ماذا تخطط له الإمارات في الجنوب؟ وإلى أين تقود اليمن؟
الإصلاحات الاقتصادية لم ترق لأجندتها، والتحسن النسبي في سعر العملة الوطنية لم يكن في صالح مشاريعها. المرحلة الحالية تدفع باليمن نحو أحداث غير محسوبة العواقب، تداعياتها قد تكون كارثية.
فالمشهد ينذر بحرب وشيكة في حضرموت، وبوادر انقلاب في عدن، وتحريض ممنهج ضد مأرب والجيش الوطني، بينما يشتد الحصار على تعز يومًا بعد يوم.
الأزمة العاصفة داخل مجلس القيادة تكشف عمق الانقسام، وتؤكد أن الخطر لم يعد خارجيًا فقط، بل داخليًا يمزق الشرعية ويبدد فرص الاستفادة من المتغيرات الدولية التي تصب – لو أحسن استغلالها – في خدمة القضية الوطنية.
أمام هذا المشهد، يظل السؤال الحتمي: هل من عاقل يتدخل لإطفاء فتيل النار قبل اشتعاله؟
أين الشقيقة الضامنة لاتفاق الرياض (1) والرياض (2)، والضامنة لتنفيذ مهام اتفاق تفويض السلطة من الرئيس هادي إلى مجلس القيادة؟
نريد أن نسمع موقف الأشقاء، وحقيقة التزاماتهم تجاه اليمن في هذه اللحظة الحرجة.
والله المستعان.