13 سبتمبر!! من أنت أيُّها الإصلاح؟!.

2025/09/12 الساعة 10:16 مساءً

13 سبتمبر!! من أنت أيُّها الإصلاح؟!. 
أنا رسالة ودعوة، فكرة ورؤية، مشروع بناء وبرنامج ارتقاء، صناعة رجال وتأهيل أُمَّة. أهلي ليسوا ملائكةً ولا معصومين، هم تقوى ولمم، يتفاوتون -كغيرهم- في الدرجات. منهم من يريد الدنيا، ومنا من يريد الآخرةَ.
هم بشر مثلكم.. خَلْقٌ من خلق الله. لا يرون في أنفسهم تميزا عنكم بهُدى، ولا يتفوقون عنكم بتُقى. ليسوا هم جماعة المسلمين.. بل هم جماعة من المسلمين. يرون أنَّهم الأقربُ للصواب، وهذا حق مشروع لهم، كما أنتم ترون أنفسكم الأنسب للحكم والأجدر بالوطنية.
والفرق هنا أنَّهم حين يرون ذلك في رسالتي ووسائلي لا يسفهون ما أنتم عليه من الرأي، ولا يتعالون عليكم بما هم عليه من الفكر.
أنتم من تثاقل عن تحقيق هدفه، وبدلا من النهوض اتهمتموني بالنرجسية. أنتم من فشل في إدارة الدولة والبلاد ولم يحسن تثقيف رجاله وتنقية صفه، وبدلا من المراجعة علقتم حيصكم وبيصكم على شماعتي.
وها أنا في عيدي ال35 أقول لكم -شركائي- في المقاومة والحكم.. لست عدوكم! ولا أبغضكم كما تظنون، ولا أريد ازاحتكم من المشهد، ولا نفيكم عن الوطن، ولا رميكم في السجون. فبالله عليكم راجعوا أدبياتكم وصححوا تقييمكم.
ألم تروا أن ماسبق من خصامكم لي لم يكتفني. وأن ما مضى من خناجر إعلامكم لم تفرق صفي؟. وأن مافات من ضربات معاولكم لم تهز ثقة الأمة في سمو رسالتي وعلو وسائلي؟.
نعم لدى أبنائي اخطاء وأعباء، وعندهم قرارات لم ترضِ لبنتي الأساس، وتنازلات وموازنات فرضها عليهم جمعٌ وواقعٌ ما كان يمكنهم دفعه ولا تمييعه.. فغلب الحذرُ الشجاعةَ، وقيدَ الاقدامَ حبُ السلامِ، وطغت رؤيةُ السياسيين على غيرها من أراء دوائري الأخرى. فقرار دائرتهم صار ملزما وغيره أضحى مُعْلِما.
وأمام كل ذلك الهرج والتيه.. لم يقم أبنائي بشق الصف، ولا بقلب ظهر المجن ولم يلتحقوا بصف الخصم.. فهم ليسوا ممن يسكن بعد قصري العامر وبرا ولا مدرا. وظل لسان حالهم يقول لي لا تبتئس من قسوة نقدنا، وزئير طرحنا، فنحن نعَبِرُ بشدة عما يدور في خلدنا.. وكل ذلك حمية للحق وعدم القبول منا بالردية والدنية. وليس ذلك شقاقا ولا انشقاقا ولا تمردا ولا جحودا.
أيُّها الأحبة الشركاء/ لا تفرحوا إن رأيتم مثل ذلك فينا. ولا تظنوا أنها النهاية لنا. لا نطلب رضاكم عنا، كل ما نبتغيه منكم ان لا تشغلوا أنفسكم بنا، اهتموا بأنفسكم، راجعوا حساباتكم، قدروا خياراتكم، حسنوا قدراتكم، ثقوا أننا لسنا العدو الحقود ولا الخصم اللدود بينكم.. لكننا الناصح الأمين المحب لكم.
نحن -بكم ومعكم- الماء النافع، نمكث في الأرض، نروي التربة، نحرث الطين، نبذر الحب.. ليزرع الله بنا جميعا نباتا وحبا متراكبا وفاكهة وأبا. هكذا نحيي الإنسانية ونحمي الإنسان.
هذا أنا الإصلاح، وهذه رسالتي وهؤلاء أبنائي وبطانتي.. فلا تخذِلُوهم ولا تخسَرُوهم.. وأي (إصلاح) أضعتم إن فعلتم؟!. 
أبو الحسنين محسن معيض