قال الباحث المتخصص في الشؤون العسكرية والإستراتيجية علي الذهب إن المهمة المعلنة لتحالف السعودية والإمارات تحوّل إلى صراع مصالح بين قطبي هذا التحالف، وفي إطار ذلك الصراع دخلت الحكومة المعترف بها دوليًا، والمجلس الانتقالي الجنوبي على الخط.
وأضاف في ورقة بحثية نشرها مركز الجزيرة للدراسات، أن أبوظبي كانت ولاتزال المتحكم في نشاط المجلس الانتقالي، فيما برزت السعودية، مؤخرًا، لتلعب دورًا قويًا ومنافسًا يحقق لها توازنًا استراتيجيًا مع الإمارات.
وأشار الذهب إلى أن عدن باتت محور تنافس وصراع بين الإمارات والسعودية، ضمن صراع داخلي، تمثله الحكومة المعترف بها دوليًا، والانتقالي، حيث انتهجت الإمارات أمام السعودية، إستراتيجية ذات وجهين نقيضين، أولهما مستقل استقلالًا كاملًا عن السعودية، والثاني ذو ارتباط محدود بها.
وأوضح أن الإمارات دربت مليشيات قبل أن تعزز وجودها بالمال السياسي والعمل الإغاثي والإعلام، وأوكلت مهمتها إلى الانتقالي الذي مكنته من السيطرة على عدن في أغسطس 2019، وعملت على إحباط أي محاولة تهيئ للرئيس عبد ربه منصور هادي، ولكافة من تعاقبوا على رئاسة الحكومة، الاستقرار الدائم في عدن، لتكون عاصمة مؤقتة.
ولفت إلى أن السعودية سعت لفرض نفسها في عدن عبر تواجدها العسكري والإغاثي وصولاً إلى "اتفاق الرياض" الذي مكنها من تقديم نفسها مشرفة وضامنة لتنفيذه، وبالتالي عملت على التقاسم المبكر لمكاسب الحرب في المناطق الجنوبية بعد أن تركتها للإمارات.