قال تقرير بحثي جديد إن الحرب اليمنية تمثل التحدي الإيراني الأكثر مباشرة لمصالح السعودية منذ عقود.
وقال التقرير إن السعودية تعد الحوثيين تهديدا وجوديا لها، وقد تضاعف بسبب الأسلحة، التي تزودهم إيران، وبقائهم جماعة مسلحة على حدودها، معتبرا الهدنة، التي بدأت في أبريل الماضي، أساسا يمكن من خلاله أن تدعم الدولتان إنهاء الحرب بما يحقق وجود دولة يمنية موحّدة وذات سيادة.
وأوضح التقرير الصادر عن مركز أبعاد للدراسات والبحوث إن الوصول إلى تحقيق المصالح المشتركة بين البلدين مرتبط بمرتكزات رئيسية لخفض الاحتقان وتهدئة المخاوف.
وقال أيضا إن "مخاوف اليمنيين من أن تدعم السعودية بقاء الحوثيين كقوة مؤثرة ومعطلة في مرحلة انتقالية مقابل تأمين حدودها"، مؤكدا أن ذلك معضلة بحد ذاتها، إذ من الصعب إيجاد أداة قياس لابتعاد الحوثيين عن إيران.
وأضاف أن الاتفاق الإيراني - السعودي بشأن اليمن لن يعني إنهاء الحرب، أو إنهاء المعضلة الداخلية اليمنية.
وأكد أن أي اتفاق من هذا القبيل لا يعني أيضا كونه لصالح حلفاء المملكة، وهي الحكومة المعترف بها دوليا، ولكنه سيصب في مصلحة الحوثيين، لافتا إلى حقيقة وجودهم قرب مضيق باب المندب كجزء من هيمنة أوسع على المنطقة للسياسة الإيرانية.
وأشار إلى أن السياسة الخارجية الإيرانية قائمة على تصدير الثورة، ولم يتغير ذلك بعد في الدستور.
واعتبر أن من الأمور المركزية لتحسين العلاقات بين السعودية وإيران حاجة البلدين إلى تحويل الخطاب حول التنافس إلى خطاب مبني على أشكال سياسية أقل عدائية، مؤكدا أن زيادة التجارة بين البلدين توفّر وسيلة سهلة لتحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية بين الجانبين.
وخلص التقرير إلى وجود معضلة إيرانية دائمة تفسد التوافقات بسبب النظام القائم في طهران المبني على تصدير الثورة، موضحا أن هذا النظام يريد من الخليج أن يكون جزءا من تغييره الثوري، في مواجهة الغرب، وهو ما يجعل الوصول إلى نظام أمني إقليمي جديد صعبا في الوقت القريب.
