منصور بلعيدي_
في لحظة تاريخية ستُسجل في ذاكرة الشعوب، وبينما كانت غزة تُحاصر وتُقصف وتُجوع، شهدت مدينة عدن اليمنية حدثًا أثار موجة من الغضب الشعبي والاستفهام السياسي انه : استقبال وفد من "منتدى الشرق الأوسط" ضم صحفيًا إسرائيليًا، بدعوة وترتيب من المجلس الانتقالي الجنوبي، أحد أبرز المكونات السياسية في جنوب اليمن⁽¹⁾⁽²⁾.
*غزة تحت النار.. وعدن تحت الأضواء*
في الوقت الذي كانت فيه صور الأطفال الجوعى في غزة تتصدر الشاشات، وبينما كانت المستشفيات تنهار تحت وطأة القصف، اختار المجلس الانتقالي أن يفتح أبوابه لوفد أجنبي يضم صحفيًا من صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، في زيارة شملت لقاءات مع قيادات سياسية وعسكرية، بل وحتى جولات ميدانية في جبهات القتال بمحافظة الضالع⁽¹⁾⁽³⁾.
الوفد، الذي ضم شخصيات مثيرة للجدل مثل *جوناثان سباير* ومايكل روبين، حظي باستقبال رسمي في مقر الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي، وتناول ما لذ وطاب من المأكولات اليمنية، في مشهد بدا منفصلًا تمامًا عن الواقع العربي الذي يئن تحت وطأة الاحتلال والدماء⁽²⁾.
*تساؤلات حول التوقيت والدلالات*
الزيارة، التي جرت في منتصف يوليو، أثارت تساؤلات واسعة حول توقيتها وأبعادها.
فبينما كانت غزة تُباد، اختار المجلس الانتقالي أن يحتفي بصحفي إسرائيلي، في خطوة اعتبرها كثيرون استفزازًا لمشاعر اليمنيين والعرب، وتناقضًا صارخًا مع الموقف الشعبي الرافض للتطبيع⁽³⁾.
كما فتحت هذه الزيارة الباب أمام تكهنات بشأن وجود قنوات تنسيق غير معلنة بين المجلس الانتقالي وتل أبيب، خاصة في ظل الاتهامات المتكررة للإمارات، الداعم الرئيسي للمجلس، بتمهيد الطريق لعلاقات إقليمية جديدة تتجاوز الخطوط الحمراء التقليدية⁽¹⁾.
*صوت الشعوب لا يُقمع*
في ظل هذا المشهد، يبقى صوت الشعوب هو الأصدق.
اليمنيون، الذين لطالما وقفوا إلى جانب القضية الفلسطينية، عبّروا عبر منصات التواصل عن غضبهم واستنكارهم، مؤكدين أن القضية الفلسطينية ليست ورقة تفاوض، بل مبدأ لا يُساوم عليه.
وفي النهاية، سيكتب التاريخ أن في زمن مجازر الصهاينة التي ارتكبوها في غزة ، اختار البعض أن يمدوا أيديهم لمن يبارك القتل، بينما كانت غزة تنزف بصمت.