سيادة رئيس المجلس الرئاسي الدكتور رشاد العليمي السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته بادئ ذي بدء أرجو أن تكون في صحة جيدة ، وأسأل الله تعالى أن يمنحك الصبر والقوة في هذا المعترك الوطني وأن يلهمك بالغ النـُجبِ والكياسة في قيادة سفينة الوطن حتى تصل بها إلى بر الأمان ، ونحن على ثقة بأنك ذلك السياسي المخضرم الذي إن وضع شيئاً نـُصب عينيه لوصل إليه وإن سعى لتحقيق هدف وطني لحققه دون أدنى شك ، ولن يتأتى ذلك إلا بتظافر الجهود من كافة القوى السياسية إن وضعت كل مصالحها الشخصية جانباً وجعلت الوطن وشعبه أولاً ، وطالما أنت رأس الهرم السلطوي والصرح المتين فنحن على ثقة من تحقيقك لكل ذلك .. ولكن !! .
سيادة الرئيس دعني أولاً أن أخبرك بمقولة ثابتة ومجربة وهي : من لا يعمل لا يـُخطئ .. وأنت بلا شك منذُ أن تـَسـَلـَّمتَ دفة القيادة قد كـَرَّستَ كل جهودك لتحقيق هدف وطني وجوهري للإبحار بسفينة الوطن إلى بر آمن ليعيش شعبك العظيم حياة كريمة كباقي الشعوب التي لا تمتلك حتى نصف ما يملكه شعب اليمن من ثروات متنوعة وزاخرة تكتنزها بحاره وجباله وجوف أراضيه ومواقعه الإستراتيجية ، وكما قلت أعلاه من لا يعمل لا يخطئ وبما أنك تعمل أكثر مما ترتاح وتضطجع فلابد من أخطاء وأنا لن أذكر أو أحصي أخطائك ولا ينبغي أن نسميها أخطاء بل هي عثرات ولكل جواد كبوة ولكل فارس هفوة ولكنني سأسألك سؤال فقط وأظن أنه من حقي أسأل رئيس بلدي وهذا كفلهُ لي الدستور وأنت سيد العارفين : ما جدوى من تعيينك مؤخراً لخمسة نواب وزراء وقبل ذلك بزمن ليس بالبعيد أصدرت مرسوماً بتعيين نائب وزير للخارجية ؟ .
هنا سأبحر معك في حيثيات هذا الموضوع وأعذرني إن تجاوزت حدودي في بعض المفردات مع إحتفاضي لك بمقامك العالي وقدرك السامي ، وثق تماماً بأنني لو أخطأت فسيكون بلا قصد فأنت تعلم بمكانتك في صدري ووافر محبتي لك .. والآن سأخبرك ببعض المعلومات وأنت تعرفها قبل أن أعرفها .. فأنا أعرف بأن راتب نائب الوزير الشهري لا يقل عن ستة آلاف دولار بالإضافة للإمتيازات الخاصة والمخصص الشهري أو بمسمى آخر الميزانية التشغيلية مع العلم أنهم لا يتواجدون بالداخل ، فكيف لهم يستلمون مخصصات وهم يقبعون في الخارج بمعية أسرهم ؟ ، وهذا حال نائب الوزير فكيف سيكون نعيم الوزير والبذخ الذي يعيشه وأسرته في خارج الوطن ؟ ، وأنوه حتى لا يفهم الوزراء ونوابهم ووكلاء الوزارت ومدراء مكاتب الوزراء ومرافقيهم بأن كلامي هذا يتخلله الحسد .. لا ورب العرش بل إنه نابع من حرقة في القلب وغصة في الحلق لما يعانيه الشعب المكلوم والمغلوب على أمره والمقهور في حياته والتعيس في لقمة عيشه .
سيادة الرئيس الدكتور رشاد العليمي أُعلـِمـَك أنه في زمن طيب الذكر فخامة الرئيس الوالد عبدربه منصور هادي قلت رأيي في ما يعانيه الوطن من تخمة في حجم الحكومة وأعداد الوزراء وتوابعهم وتوابع التابعين حتى أنني أُرهـِقت من ذكرهم ، وذكرت بأن هذه التخمة الحكومية تـُرهـِق خزينة الدولة بل وتثقل كاهل موظف الداخل اليمني الذي يستلم راتبه بين الحين والحين أو بإنتظام بعكس حال المسؤول في الخارج ، مع العلم أن من الأسباب الرئيسة في تدهور الإقتصاد وتراجع العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية وإنعدام الخدمات الضرورية وعلى رأسها الكهرباء هو ذلك الحجم العملاق في الحكومة اليمنية ، فليس من العدل أن ينعم المسؤول في الخارج ويعيش الترف وحال المواطن في الداخل كتلك الهرة التي حبستها إمرأة فلا هي أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض فدخلت المرأة النار بفعلتها .
وأخيراً سيادة الرئيس وليس بآخر أود أن أُعرِج ببعض ما يجول في خاطري وأقول لك ونفسي ممتعضة مما أشاهده في وطني الحبيب اليمن الكبير مع العلم أن السواد الأعظم من الشعب يستاهل ما يجري له فهو صاحب كلمة إرحل التي أقلقت مضجعه وأفرغت معدته ، وإمتعاضي يكمـُن في مشاهدتي للحال التعـِس الذي يعيشه كل من هو بالداخل من إنعدام للخدمات الضرورية كالكهرباء والماء وإرتفاع الأسعار بسبب تدهور الإقتصاد وإنهيار العملة الوطنية ، فنحن لسنا بحاجة لتعيين نواب وزراء ولا مسؤولين بل بحاجة لعمل حـِمية للحكومة حتى ينقص وزنها ونستفيد من إنقاص وزنها وتقنين النفقة عليها لتوفير الخدمات للمواطن البريء ولإنعاش العملة والإقتصاد وخلافه ، أضـِف إلى ذلك ليشعر المواطن اليمني بأنه إنسان خلقه الله ليعيش بكرامته وعزة نفسه ويقتات وأسرته من راتبه الزهيد وليس من بقايا الأكل الذي يـُخرِجه من النفايات هذا إذا وجده بين المخلفات التي تحتويها تلك النفايات .. وختاماً سيادة الرئيس الربان رشاد العليمي لك مني وفير التحايا العـَطـِرة المكللة بأروع الزهور والمغلفة بأغلفة المحبة والتقدير .
2025/5/13م
علي هيثم الميسري