ماذا تعرف عن القومي الحضرمي علي عقيل بن يحيى؟

2025/05/12 الساعة 06:58 مساءً

وُلد علي عقيل عام 1923 في "المسيلة" مديرية تريم، حضرموت، في بيئة دينية وثقافية تقليدية. بدأ تعليمه بحفظ المتون، مثل "نهج البلاغة" و"ألفية ابن مالك"، قبل أن ينتقل ضمن أول بعثة طلابية حضرمية إلى دمشق، ليبدأ هناك تحوله الفكري والسياسي والقيادي.

في دمشق، تعرّف على الأفكار القومية التحررية التي كانت تشكل وجدان الشباب العربي آنذاك، فانتسب مبكرًا إلى حزب البعث العربي الاشتراكي عام 1949، ليكون من أوائل اليمنيين المنضوين فيه، مشاركًا في صياغة وعي سياسي جديد لليمنيين المغتربين آنذاك.

أسهم بشكل فاعل في تأسيس النواة التنظيمية الأولى للحزب في حضرموت وعدن، ثم توسع نشاطه في الكويت وسوريا بين عامي 1954 و1963، حيث كان من بين القلائل الذين جمعوا بين العمل السياسي والفكري في آن.

كان علي عقيل أحد أبرز الشخصيات التي دعمت ثورة 26 سبتمبر 1962 في الشمال اليمني، وساهم في تأمين الدعم السوري الثمين لفك الحصار عن صنعاء عام 1967.

انتُخب عضوًا في القيادة القومية لحزب البعث عام 1966، وهو منصب نادر بين اليمنيين. شارك في مؤتمرات حزبية حساسة كان أبرزها المؤتمر العاشر عام 1970، الذي شهد انقساماً عميقاً بين جناحي الحزب في سوريا والعراق، وظل مدافعًا عن وحدة الصف العربي والحفاظ على المبادئ القومية دون مساومة.

بعيدًا عن السياسة، برز علي عقيل كأحد أعمدة الثقافة في الجنوب اليمني. أسس أول مركز ثقافي بحثي في عدن، وهو "المركز اليمني للأبحاث الثقافية والآثار والمتاحف"، وكان أول من تولى إدارته. كما رأس تحرير مجلة "التراث"، وأسهم في إنشاء اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، جامعًا بين الهوية الثقافية والانتماء القومي.

توفي في 10 ديسمبر 1987 في عدن، دون أن يلقى ما يستحق من تكريم أو توثيق. غاب عن الذاكرة الرسمية، وغُيّب اسمه عن مناهج التعليم وذاكرة الأجيال، رغم أنه كان أحد أبرز من جسدوا ارتباط حضرموت بالقضايا العربية المصيرية، وواحدًا من أصدق الأصوات في زمن التباسات كبرى.