�نا عدن | متابعات
في المجتمعات التي تعاني من الأزمات الأمنية والسياسية، يبرز أحيانا أشخاص يتخذون من مواقعهم الرسمية ستارًا لارتكاب أبشع الانتهاكات. ومن هؤلاء يبرز اسم شلال علي شائع، الضابط الذي اشتهر بأنه "يشم الجريمة قبل وقوعها"، لا لحنكته الأمنية، بل لأنه يقف خلف كثير من الجرائم التي ادّعى كشفها.
ففي الوقت الذي ينسى الناس أسماء المشتبهين وملفات الجرائم ، يبقى اسم شلال شائع هو العامل المشترك بينها، إذ كان وراء التلاعب بالقضايا وإفلات المتورطين، متحولًا من حارس للقانون إلى متلاعب به.
من الإغتيالات إلى المخدرات..
من أخطر ما ارتبط بإسم شلال قضية المخدرات. فبشهادة مقربين منه، وعاملين معه، وحتى بعض أفراد حراسته، كان يقف وراء عمليات تهريب المخدرات والاتجار بها. وقد حوّل منصبه الأمني إلى وسيلة لجني أرباح طائلة عبر استغلال ضعاف النفوس.
فقد كان يُغري بعض البسطاء باستخدام سياراتهم لنقل شحنات المخدرات مقابل مبالغ مالية، ثم يؤمّن لهم المرور حتى نقطة معينة، حيث يتم إخراج "مسرحية كشف التهريب". لكن الحقيقة أن العملية لم تكن سوى تسليم وتسلم للوصول إلى المحطة التالية، بينما يُزج بالضحايا في السجون، وتُصادر سياراتهم وأموالهم، وتُبتز أسرهم حتى تدفع كل ما تملك، ليُطلق سراحهم بعد ذلك بلا محاكمة.
ولعل ما يجعل هذه الجرائم أكثر فداحة أن معظم هذه المخدرات كانت تصل في النهاية إلى تجار في بقاع شتى من اليمن شمالًا وجنوبًا، وبعضها كان يُباع في المحافظات عبر شبكات تتبع شلال نفسه. وهكذا جمع بين المال والسلطة والسمعة المزيفة بأنه "كاشف الجرائم".
الدعارة والخمور محطة أخرى في يجون شلال..
لم تتوقف انتهاكات شلال عند المخدرات. بل امتدت إلى إنشاء شبكات للدعارة وتجارة الخمور، فوفق شهادات ممن عملوا معه أو اقتربوا منه، كان يشرف على شبكة من بائعات الهوى ومهربي الخمور، ويوفرها للضباط والجنود الإماراتيين في عدن تحت إشراف مباشر منه.
ثم توسعت هذه التجارة لتشمل كل راغب داخل مدينة عدن، مقابل المال والحماية . وقد أصبحت بائعات الهوى محميات من أي تعرض بفضل نفوذه، مقابل نسب مالية يدفعنها له، وكل ذلك أمام مرأى ومسمع من مقربيه وحراسه، الذين كانوا جزءا من هذه المنظومة.
قصة شلال تكشف بوضوح كيف يمكن لرجل أمن أن يتحول إلى عرّاب جريمة، ينهب أموال الناس، ويفسد المجتمع بالمخدرات والجنس والخمور، ويستغل السلطة لتحقيق مكاسب شخصية على حساب معاناة الناس وأمنهم.
إن أخطر ما في هذه الممارسات ليس فقط حجم الجرائم، بل استغلالها غطاء "مكافحة الجريمة"، لتصبح الجريمة نفسها محمية بالقانون.
ماذا بقي من شلال اليوم؟!
تساقطت كل اوراق التوت عن شلال وبات واصبح مكشوفًا عاريًا أمام الناس وتم قُصقِصة أجنحته بدءًا من يسران مقطري وفريقه الإجرامي، وصولًا إلى علي الصياء وعناصره الحقراء ، وهاكذا ضاقت الدائرة على شلال المنبوذ سياسيًا ومجتمعيًا ، وأصبح محاصر بعيدًا عن الاضواء والإعلام.
مرتكبو جرائم الإغتيالات في عدن والضالع اوردوا في اعترافاتهم أمام القضاء اسم شلال ، مؤكيد أنه هو من وجههم وشجعهم ودعمهم على إرتكاب القتل وهي خطوة تحسب لرفيقه عيدروس الزبيدي الذي قام بنقل المتهمين من الضالع إلى عدن للمحاكمة أمام الجزائية المتخصصة بهدف ضرب شلال وبعد ان وصلت العلاقة بين الرجلين (عيدروس وشلال ) إلى حد التصفية الجسدية.
وقد دشن شلال هذا الصراع بمحاولة اغتيال مسئول الدائرة الأمنية بالمجلس الإنتقالي أحمد حسن المرهبي في 16 فبراير 2024م وهو المقرب من عيدروس ، عبر تفجير سيارته التي كان بداخلها نجله فقط ، والذي راح ضحية الحادثة إضافة إلى علاقات شريرة نسجها شلال مع خصوم الزبيدي.
تقول المصادر إن الزبيدي كان يضغط على مجلس القيادة الرئاسي لاستصدار قرار بالقبض على شلال وقدم ملفًا متكاملاً ضده لكن الرياض رفضت ذلك بخبث في إطار إدارة المتناقضات وحتى لا تقدم خدمات مجانية للزبيدي وتزيل شلال من طريقه.
حينها لجأ الزبيدي إلى تقديم أبي زرعة المحرمي لتقليص بعض نفوذ شلال وهو ما يتم حتى اليوم، محاولات قصقصة ريش شلال شائع وضرب قواته وعناصره في المرافق الحيوية واهمها الموانئ والمطار والمؤسسات الإيرادية (والمعركة مستمرة بينهما).
الدرس الذي لم يتعلمه شلال ومن هم على شاكلته من الحمقى أن الذنوب ستحيق به وتخنقه مهما تذاكوا ، وأن الدماء التي سفكها والأروح التي أزهقها لها رب جبار وعادل يمهل ولا يهمل.
المصدر | منصة الجنوب اليمني