قالت منظمة "سام" للحقوق والحريات، إن دولة الإمارات العربية المتحدة، أنشأت عشرات السجون السرية، عبر قوات ممولة وتدار من قبلها في الساحل الغربي وجنوبي اليمن، تُمارس فيها أبشع الانتهاكات بحق اليمنيين من إخفاء وتعذيب دون أي تهمة أو سلطة للقضاء.
وذكرت "سام" في بيان لها اليوم الإثنين، حصل "المصدر أونلاين" على نسخة منه، أن "اليمن يعاني منذ بداية الحرب عام 2014 العديد من الانتهاكات الخطيرة التي مسّت الحقوق الأساسية لمئات آلاف اليمنيين على يد قوات الحوثي و"التحالف العربي".
واعتبرت المنظمة، السجون السرية التي أنشأتها الإمارات، "التطور الأخطر" في الانتهاكات التي تشهدها اليمن بشكل متصاعد.
وأضافت سام –منظمة غير حكومية، مقرها جنيف- أن تلك القوات "تعمدت إخفاء آلاف اليمنيين من معارضين سياسيين وأصحاب رأي، بل وحتى مدنيين دون توجيه أي تهمة أو عرض على السلطات القضائية".
واستعرضت "سام" في بيانها، شهادات لأشخاص تعرضوا للتعذيب والتوقيف في أحد السجون السرية في مديرية "الخوخة" بالحديدة، وقالت إنها "منطقة تقع تحت سيطرة اللواء التاسع بقيادة يحيى الوحش -المُمول من قبل دولة الإمارات- والذي تُنسب له العديد من الانتهاكات الخطيرة خارج إطار القانون".
واللواء التاسع، تابع "لألوية العمالقة" وهي قوات غير رسمية، مدعومة من الإمارات، على غرار قوات طارق عفاش في الساحل الغربي، وقوات "الحزام الأمني" في محافظات عدن وأبين ولحج والضالع، والنخبتين "الشبوانية" و"الحضرمية"، في شبوة وحضرموت.
ونقلت سام عن الضحية "عبدالله الاشعري" (35 عاما)، أنه تعرض للتهديد والاختطاف والسجن والتعذيب من قبل قائد اللواء التاسع "يحيى الوحش" ومرافقيه، قبل أن يتم نقله إلى المستشفى في حالة صحية حرجة من قبل مدير الأمن بالحديدة "نجيب ورق" و"أحمد موسى" مرافق محافظ الحديدة.
وبينت أن التقارير الطبية التي حصلت عليها، تقول إن المواطن الأشعري "وصل المشفى وهو فاقد للوعي وينزف من فمه وأنفه، وحاولنا إفاقته لكنه لم يستجب إلا بعد أربع ساعات لشدة ما تعرض له".
ووفق التقرير الطبي، تعرض "الأشعري" لأذى بليغ ومتعدد "بين كدمات وخدوش وجروح متهتكة إضافة لكسور بالحاجز الأنفي وانعطاف بعض أضلاع الصدر، تقرر على إثرها إبقائه في المشفى نظرًا لشدة الإصابات التي تعرض لها".
ولفتت المنظمة إلى شهادة الضحية "م.ر" والذي تعرض للاختطاف والسجن في غرفة "الضغاطة" مساحتها مترين في مترين، ليمارس "بحقي كل انواع التعذيب والقهر والاذلال من الثالثة عصراً حتى الرابعة فجرا".
وأوضح الضحية، أن الوحش طلب منه الشهادة في قضية لا يعرف عنها شيئا وبعد رفضه قام بتهديده وسجنه وتعذيبه، "ثم أخرجوني إلى إدارة أمن الخوخة التي تتبع سلطة الوحش ولا تتبع سلطة الدولة، وحققوا معي دون أي أمر توقيف قضائي أو شكوى".
وقال رئيس منظمة سام "توفيق الحميدي"، إن ما يقوم به القادة "العسكريين المدعومين من الإمارات في السجون السرية الممولة من قبل الأخيرة يؤشر على انتهاكات فظيعة للمبادئ الأساسية للقانون الدولي التي جرمت الاعتداء على الكرامة الإنسانية، والإخفاء القسري والتوقيف دون إذن قضائي".
وأضاف الحميدي أن "الصمت الدولي شكل غطاءًا غير مباشر لتلك الجهات لتصعيد انتهاكاتها"، مؤكداً أن "تلك القوات ومن يدعمها تتحمل المسئولية الجنائية الكاملة عن ممارساتها التي تدخل ضمن جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية ".
ودعت المنظمة في بيانها "الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس الأمن تحمل واجباتهم إزاء الانتهاكات الجسيمة في اليمن، مشددة "على ضرورة إرسال لجان تحقيق وتقصي حقائق للرقابة على السجون السرية والعمل على إغلاقها وضمان تقديم مرتكبي الانتهاكات بحق اليمنيين للعدالة".
كما دعت "سام" المجتمع الدولي "للعمل الجاد من أجل وقف الحرب المستمرة في اليمن ووضع خارطة طريق تضمن تحقيق الديموقراطية والعدالة للمواطنين اليمنيين دون أي اشتراطات أو قيود".