وديع السامعي
تقف السعودية في الجانب الخطأ باستمرار، ويخونها التقدير للرجال والمواقف، وكلما توسمنا في كل مرة اختلاف الوضع نكتشف أن التاريخ يعيد نفسه بصورة أكثر هزلية.
تخطيء السعودية في اختيار رجالاتها إذ تتمسك بالتافهين والسقط والمنبطحين، ويبدو أنها تطرب لسماع المديح والتطبيل ويعجبها حملة المباخر.
في الحالة اليمنية فإن رجال السعودية هم مجموعة من اللصوص والمخبرين وبياعين المواقف، وممن يجيدون كلمة (سم) و (طال عمرك)، ولذا تضيع الفرص وتفقد المملكة معادن الرجال.
في الوجدان الشعبي لا وجه للمقارنة بين أحمد الميسري وعثمان مجلي، بل ومن الظلم ان تضع اسم مجلي بجوار الميسري، ومصدر الاستغراب ان السعودية تنحاز لمجلي على حساب الميسري والسبب أن الاول يتحول الى مجرد هر أمام السفير آل جابر علاوة على من هم ارفع منه بينما الميسري يعتز بموقفه وانتماءه ويتعامل بندية ومسؤلية عالية.
بالطبع فإن سلوك الميسري لا ينتقص من مكانة المملكة ولا من احترامها بل يصب في خدمة مصلحة البلدين وهو نابع من موقف مسؤول يضع النقاط على الحروف، بينما موقف مجلي انبطاحي لا يحرك ساكنا بل ويحول الاخطاء الى انجازات وذكاء خارق.
وبمرور سريع على الاسماء التي تحفظ عليها السفير ال جابر تتضح الصورة أكثر، فالحقائب السيادية الأربع كانت محل تحفظ والاسماء البديلة التي وضعها السفير تكشف حجم التيه الذي تعيشه السعودية الى درجة أنها بعد ست سنوات غير قادرة على تحديد حلفاءها الحقيقين ممن يوردونها المهالك بتزيين الاخطاء والاخفاقات.
إن التجربة أثبتت أن السعودية اذا ارادت وضع اليد على الجرح وتصحيح الوضع المختل فعليها قبل كل شي اعادة النظر في سفيرها لدى اليمن فهو بيت الداء الذي يوردها المهالك لانه لم يعد سفيرا وإنما اصبح تاجرا بل ويتصرف كحاكم مطلق لليمن وهذه الحالة تجعله يقدم مصالحه ومكاسبه الشخصية على المصلحة العليا والمشتركة لبلاده ولليمن ولذا يحجب الرؤية عن أصحاب القرار في بلاده ويقدم لهم صورة مغلوطة ومحرفة وهذا اهم سر وراء الاخفاق المتواصل.
ومثلما تم إحالة الكثير من المسؤلين السعوديين للمحاسبة بتهم الفساد فإنه من المستغرب أن يتم استثناء السفير آل جابر رغم أن روائح الفساد تفوح من حوله وتكاد تزكم الأنوف.
ابحثوا عن الرجال الذين يدفع بهم السفير ال جابر وستكتشفون حجم الكارثة التي حلت باليمن والمملكة، معين عبدالملك وعثمان مجلي وعبدالملك المخلافي وسالم بن بريك وسلطان البركاني واحمد عطيه ومن على شاكلتهم، شخصيات متعفنة في المخيلة الشعبية لكن السفير السعودي لا يرى غيرها.
تخيلوا أن ما يعيق تنفيذ الشق الامني والعسكري من اتفاق الرياض بعد تسلم الجانب السعودي قائمة المرشحين النهائية للحقائب الوزارية هو أن السعودية العظمى مشغولة بفرض عثمان مجلي وبن بريك والمخلافي كوزراء.
لقد تبخرت وعود السعودية للرئيس هادي بتنفيذ الشق الامني والعسكري من اتفاق الرياض فور تسليم الرئيس قائمة المرشحين النهائية للحقائب الوزارية، وها هم اليوم منشغلين بفلان وعلان والسبب مزاج السفير الفاسد.
يريد السفير السعودي مضاعفة عدد المخبرين داخل الحكومة ولم يكتف بمعين عبدالملك كمخبر بدرجة رئيس وزراء ولذا يضغط بكل ما أوتي من قوة على فرض مجموعة من الذين اثبتوا خلال السنوات الماضية ولاءهم المطلق للسفير.
راجعوا الاسماء التي أطاح بها السفير امثال احمد الميسري وصالح الجبواني وحافظ معياد ونبيل الفقيه وعبدالعزيز جباري والعزي شريم ومحمد الميتمي وها هو اليوم يعمل وبكل جهد على خسران هامات وطنية وردت اسماءها في التشكيلة الوزارية، والسؤال الذي يسدح نفسه بقوة: ما هي مصلحة السفير ال جابر من وراء استعداء الرجال الاقوياء؟ ولماذا ينشغل بتوسيع دائرة الخصوم للسعودية بدلا من كسب مزيدا من الحلفاء؟!