لا زالت فضائح الفترة التي قضاها رئيس الوزراء معين عبدالملك في الامارات العربية المتحدة مطلع العام الجاري تتكشف وتخرج للعلن، فلقد اطال الرجل المكوث في ابوظبي على غير المعتاد وعقد اللقاءات السرية والصفقات المشبوهة في جو محاط بالسرية والتكتم.
نحو 3 اسابيع قضاها الرجل يحيك المؤامرات في دولة المؤامرات التي لا تضمر لليمن سوى الشر، فبعد انقضاء مهمته الرسمية قام بترحيل الوزراء المرافقين له وحتى طاقمه لم يسمح لهم بالبقاء معه، وطيلة تلك الفترة وهو يكولس ويعقد لقاءات غير معلنة بعضها تسرب بالتزامن مع تلك اللقاءات وبعضها بقي طي الكتمان.
هذه المرة فاحت رائحة الفضيحة من ميناء عدن التي تؤكد المعلومات أن رئيس الوزراء ابرم صفقة تأجير الميناء للامارات مقابل 3 كرينات (رافعات).
وبدات تتكشف خيوط اللعبة بعد زيارة عبدالسلام حميد وزير النقل الى الامارات قبل نحو اسبوعين حيث خصصت الزيارة لدراسة كيفية ابرام صفقة تأجير الميناء للامارات.
وبحسب الاخبار المتداولة فقد التقى وزير النقل بممثلي قيادة مكتب مجموعة موانئ ابوظبي، وناقش معهم فرص الشراكة الإستراتيجية بين قطاعات الموانئ والشؤون البحرية ترجمة لتجسيد العلاقات والمصالح المشتركة بين البلدين.
وبحسب المعلومات الخاصة فإن رئيس الوزراء أرسل وزير النقل برفقة رئيس مؤسسة موانئ خليج عدن محمد علوي امزربة لعقد الصفقة التي تم افشالها في اللحظات الاخيرة من قبل الرئاسة بعد انكشاف امرها.
فهل هذا هو تحرير اليمن الذي أعلنه التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة، وهل السيطرة على موانيء وجزر ومقدرات اليمن سيخلصها من الحوثيين.
يسيل لعاب الامارات على الموانيء والسواحل والجزر، والميناء الذي تعجز عن السيطرة عليه تعبث به وتعطله، ولنا في جزيرة سقطرى خير مثال، فالمشاكل لم تنته في الجزيرة الا بعد سيطرة الامارات شبه الكاملة عليها.
تنشغل الامارات بالمواني والسواحل والجزر وفي الوقت ذاته يحيك السفير السعودي صفقات الاستيلاء على قطاع النفط والاتصالات، وحتى يتحقق ذلك فلا بد من اطالة امد الحرب وصب الزيت على النار واحكام قبضتهم على الشرعية والتحكم بقرارها.
بتوجيهات معين يبيع عبدالسلام باعبود وزير النفط حقول النفط في شبوة للامارات، وتعقد شركة النفط مشاورات مع البرنامج السعودي لتنمية وإعادة اعمار اليمن بواسطة مازن بالخيل سمسار السفير آل جابر للاستيلاء على سوق المشتقات النفطية وقطاع الاتصالات، بينما تواصل الامارات ابتلاع ميناء بلحاف منذ سنوات والحبل على الجرار.
وهنا تتضح الصورة، فقد حرصت الامارات والسعودية على فرض معين عبدالملك رئيسا للوزراء بموجب اتفاق الرياض ويتمسكون به بقوة لأنه اصبح أراجوز بأيديهم ينفذ توجيهاتهم ويحقق رغباتهم ويمكنهم من اغتصاب اليمن الارض والانسان والاستيلاء على خيراته ويبصم لهم على ذلك ويشرعنه.
لقد اصبح لزاما على رئيس الجمهورية ومجلسي النواب والشورى والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وهيئة مكافحة الفساد العمل على حماية مقدرات الشعب ومحاكمة هؤلاء الفاسدين وجعلهم عبرة لغيرهم.