كتابات
حيدره محمد
الهجوم الإقليمي المتصاعد لبيادق الأصلاء فيما يبدو ناتج عن خلل بالغ الحساسيّة والتعقيد ..
أو بمعنى أوضح خلل خارج عن السيطرة وخلل خارج عن الحسابات الشديدة الترميز والتي من المفترض أن تكون على ماهي عليه من التعاون والتنسيق ..
إيران ليست بمعزل عن الحدث ولامعنى لأي حدث في المنطقة بدون وجود إيران ..
والموقف الضبابي لواشنطن يدعم الدور المتصاعد لطهران ويدفعها للقيام بالمزيد من التدخلات طالما والاهداف المشتركة واحدة ..
لم يدرك العرب إلى اليوم أن التحالفات الاستراتيجية أبعد بكثير من مآل مصيرهم ووجودهم مجتمعين ..
وبالذات التحالفات الاستراتيجية الندية والتي غالبا ماتفرضها طبيعة المصالح المتكافئة بين أي حليفين استراتيجيين ..
وأن كانت الهجمات درسا عاجلا لتأكيد السطوة والسيطرة الأمريكيّة إلا إنها تحمل الكثير من الرسائل المطمئنة للبيادق الأصلاء ..
وفي حين أن البيادق الوكلاء ليس امامهم سوى إلغاء اتفاقياتهم المبرمة مع النمور الآسيوية والعودة للحضن الأمريكي ..
ولا اعتقد أن الدرس لم يصل بعد وأن كان درسا خارجا عن النص وغير متوقعا ..
وذلك لأنه يتنافى مع سير احداثيات الحرب التي يقودها الوكلاء والتي كانت قد وصلت إلى نقطة الانطلاقة المستحدثة لأهم جولاتها قبل أن يتم قصف العمق ..
وهناك شعور بالإنتشاء الزائد لدى الوكلاء وبالتحديد لدى البيادق الأكثر تورطا في التدخل العسكري ..
وكان لابد أن يتم لجم ذلك الإنتشاء وإيقاف اندفاعه عند أول محاولة للخروج عن تعليمات العم سام ..
وبدليل أن البنتاغون اعلن عن عدم مشاركته في القصف الذي جاء ردا على الهجوم الخارج عن النص ..
غير أن استثمار الأصلاء لهجماتهم واستهلاكها داخليا يبدو أنه يصب في مصلحتهم ويعزز من مخزون الكراهية الطاغي تجاه الوكلاء ..
ولكن مايسقط وينسف مخزون الكراهية ويصيبه في مقتل قطعا الدماء التي سالت من تحت انقاض الركام فداءً لدورا مشبوه يخوضه الأصلاء وسيدهم ..