كتابات
حـيـدره مـحـمـد
السلق السياسي المدوي يشبه وإلى حد كبير السلق السياسي القديم ..
والسلق انواع وليس شرطا أن يكون سلقا سياسيا ولكنه مرهون أحيانا بحالة الطقس ..
وأحيانا يكون مرهونا بحالة الصرف وبالذات إذا كان الصرف لصيقا بفحوى بعض القصص البلويسية الشيقة ..
وإذا لم تكن شيقة وليست على مستوى الحدث فالاكتفاء بالتمجيد والتبشير بعودة "فرسان الهيكل" أفضل طريقة للسلق ..
فلم يعد مهما الحديث عن أهداف الحرب المعلنة ..
ولم يعد الحديث صالحا عن استعادة الدولة اليمنية والاطراف الموازية ترسم مسار "الانقلاب العربي" على غرار "الانقلاب اليمني" نيابة عن الفرسان ..
ومن غير المتوقع أن يحدث تصحيح عربي لمسار التدخل العسكري ..
وليس ثمة مؤشرات تهيئ الأرضيّة المناسبة لإنهاء الحرب ..
ولكن المرجح وبقوة أن التخلص من أعباء التزامات "الفصل السابع" لن يتم إذا لم يتم أضعاف كل الاطراف واستنزافها على المدى البعيد ..
حالة الانقسام الأهلية تؤدي دورها بين اليمنيين سياسيا وأهليا على اكمل وجه ..
والإجندة الخارجيّة تدعم وتمول كل الأتجاهات المتصارعة على الأرض ..
والحقيقة الوحيدة التي قد يتفق عليها الجميع هي أنهم يُساقون للحرب بأمر خارجي أكبر منهم ..
ومايثبت تلك الحقيقة الأستدعاءات التي تسبق أي عملية تموضع عسكرية والتي يتم عبرها اعطاء الخطوط الرئيسة لقادة تلك العمليات بما يضمن نجاحها المتزامن مع مجموعة من الضغوطات والمساومات ..
كل القيادات السياسيّة والعسكرية الموالية للخارج تعرف هذه الحقيقة ولاتملك البدائل التي تمكنها من الانعتاق من السيطرة ..
وتدرك بأنها تورطت إلى الحد الذي لاتستطيع معه أن تفلت من الاستخدام ..
هذه هي الحقيقة ..
والأبعد منها أن كل الحروب الصغيرة ليس لها استراتيجة تستند على اهداف ثابتة ومع ذلك تتفاعل كل الماكنات الإعلامية لكل الاطراف مع كل تموضع وتحرك يشي بقرب ساعة الحسم المفترض وهما ..
الاسلحة والعتاد العسكري العربي ليس غنيمة حرب ..
وسينتهي مع آخر حرب صغيرة يتم فيها إنهاك كل المتحاربين ..
والرهانات الخاسرة لجميع الاطراف ستسقط ريثما يتم التخلص من كل الادوات ..
ومايقال ويصدر للرأي العام عن الحرب ليس له علاقة بما يجري ويتم سلقه ..
وهو سلق يمني خالص يعيد للاذهان عهد السلق الذي كان يحكم اليمن لأكثر من ثلاثة عقود ..
ولو قام زعيم السلق من قبره لصاح ماهكذا يكون السلق ياخبره ..