"عدن الغد" تسبر أغوار لأبرز محطات وأحداث عاشها الرئيس سالم علي سالم ربيع علي ,الملقب( سالمين ) حتى إعدامه , ويعد هذا النشر هو الأول من نوعه في سرد حياة رئيس عاش فقيراً ومات مديوناً ومغدوراً به.
ويعد الرئيس سالم ربيّع علي, أحد أشهر قادة النضال اليمني ضد المستعمر الإنجليزي في جنوب الوطن ، الرجل الوطني العملاق قلبا وقالبا ،
المشهور بنزاهته المنقطعة النظير, استشهد وهو مديون مبلغاً وقدره (2.500) دينار تقريبا لصاحب (محل) في مدينة الشيخ عثمان!!نعم انه سالم ربيّع علي او كما يحب أن يطلق عليه أبناء شعبه "سالمين".
وحقيقة – عزيزي القارئ - لا يمكن سرد أي حديث عن السياسة العميقة التي كان يمتلك الرئيس الراحل " سالمين " ، فهو رقم وطني وتاريخي صعب حفر اسمه في ذاكرة الأجيال الجنوبية التي تتناقل سيرة حياته، العطرة كجزء من تاريخ الجنوب الحديث والمعاصر ومن الصعوبة بمكان أن تجتاز مرحلة حكمه وكيف كان تواضعه من أذهان الناس .. ومن هذا المنطلق والمهنة الصحفية كان لزاماً علينا نحن في "عدن الغد" أن نسلط الضوء على حقبة تاريخية لرئيس حكم البلد وأحبه شعبه ,لنروي تفاصيل حياته منذ نشأته حتى مقتله .. فكونوا معنا متابعين لأدق التفاصيل ..
إعداد / د. الخضر عبدالله :
اغتيالات مدبرة
تطرقنا في الحلقة الماضية كيف كانت الثورة والجبهة القومية في ذلك الوقت مسنودة بالجماهير والرئيس " سالمين " كان له النضال الأوفر في تلك الحقبة الزمنية حيث كان قائداً للعمل الفدائي في عدن من فبراير 1966م إلى يوم الاستقلال 30 نوفمبر 1967م ..واليوم وفي هذا العدد نروي محاولات الاغتيال التي تعرض لها "سالمين " .
كما أسلفنا سابقاً في الحلقات الماضية أنه كان لـ" سالمين "دور نضالي رائد ضد المستعمر البريطاني وسلاطين الجنوب وبعض المرتزقة ,وربما كانت هي السبب في محاولات الاغتيال التي تعرض الرئيس " سالمين" في أتون نضاله فيقول بعض الكتاب اليمنيين المراقبين بهذا الشأن :" إن الكثير من محاولات الاغتيال تعرض لها "سالمين " بعضها كان مدة الوجود البريطاني من قبل السلاطين وبعدها من رفاقه قيادة الدولة بعد الاستقلال عندما وجه الرئيس قحطان الشعبي نداء يطالب بحضور سالمين ومحمد صالح مطيع بالحضور إلى عدن على ضمانته ، لكن الصدمة الكبرى أن الطريق كانت مجهزة بالكمائن لقتلهم جميعا ، والمرة الثانية حينما تعرض لمحاوله اغتيال في يافع في منطقة "حمة" حينما قام أحد رجالاتها يدعو (الشقي) بإشهار السلاح (البندقية) بتجاه "سالمين " انطلقت رصاصاته لتمر بين رجلين حيث نجا الأخر بأعجوبة ".
وعلى هذا السياق جاء في كتاب عبقرية سالمين :" أن " سالمين" تعرض لمحاولة اغتيال في وادي بنا من قبل القوات الحكومية,كما كانت هناك محاولات اغتيال تعرض "" سالمين في منطقة مسيمير بأبين عندما وضع لغم في طريق سيارته وانفجر في سيارة المناضل الأستاذ محسن سعيد بو عطيف (آدم)وهذا اسمه الحركي ."
ومن جانبه يقول الرئيس الأسبق علي ناصر حول محاولات الاغتيال التي نجا منها "سالمين " قال في حديثه :" “سالمين” في يافع بعد يوم من القتال المرير، أبرق إليه علي عنتر يدعوه إلى الضالع، فتحرك بقوته إلى هناك، وفي الطريق وقعوا في كمين بالقرب من وادي بنا*، فانهالت عليهم النيران الكثيفة من كل صوب، وكادت القوة العسكرية الكامنة أن تقضي على المجموعة، لولا صلابة مقاتليها ومجاهدتهم. نجا “سالمين” بأعجوبة، فيما سقط حسين عبد الله “ناجي” شهيداً مع الشهداء سالم سهيم، بن نعم، بن جمال وعمر الدولة.
ويضف الرئيس ناصر في حديثه :" منذ الساعات الأولى لمعركة وادي بنا، كان التفسير السائد لعملية الرصد التي تعرضت لها قوة سالم ربيع علي، يتمثل بوقوع برقية علي عنتر و”شفرتها” بيد قوات الحكومة. غير أنه حين وصل “سالمين” ومقاتلوه إلى الضالع، لم يجدوا علي عنتر هناك، إذ إنه توجه إلى عدن تحت ضمانة “المقدم أحمد صالح بن لحمر”. وبدأت الشكوك تأخذ مجرى آخر، لمرحلة من الزمن، وتوجه سالم ربيع علي إلى قعطبة مع من بقي معه، وراح الجميع ينسقون فيما بينهم، وينظمون الاتصالات بعدن والمناطق الأخرى".
الاغتيال الأخير
وعلى ذكر محاولات الاغتيال التي تعرض لها "سالمين " في حياته بعضها نجا منها من الموت وبعضها كانت النهاية وهنا يقول صالح قحطان المحرمي وهو ضابط سابق في أمن الدولة يعمل بقسم الرصد للمكالمات المجاور للقصر المدور الذي يقيم فيه الرئيس الراحل سالم ربيع علي وكان من المقربين للرئيس سالمين وقال المحرمي في شهادته للتاريخ بحكم عمله كان عام 78م مليئاً بالأحداث التي راح ضحيتها أشرف وأنزه رجل عرفته في حياتي الرئيس سالم ربيع علي وبحكم أنني رجل عاش وتواجد في قلب الحدث سوف أسجل شهادتي للتاريخ .فقد تعرض الرئيس " سالمين" لعملية اغتيال في عقر دراه .( تصريحات صالح المحرمي سنذكرها في حلقة خاصة عن الاغتيال الأخير لسالمين ).(للحديث بقية ) ..