الرئيسية - أخبار محلية - "الأحمر" يكشف كواليس زيارته للرياض خلال حرب 94 وموقف المملكة من مشروع الانفصال

"الأحمر" يكشف كواليس زيارته للرياض خلال حرب 94 وموقف المملكة من مشروع الانفصال

الساعة 11:21 مساءً (هنا عدن - متابعات :)

كشف الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، رئيس مجلس النواب الأسبق، جانبًا من كواليس زيارته إلى المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات خلال الأيام الأولى لحرب صيف 1994، والتي اندلعت عقب فشل جهود الوساطة بين طرفي الصراع في اليمن.

وفي رواية سياسية لافتة، أوضح الشيخ الأحمر أن الهدف من الزيارة كان "شرح الموقف للمسؤولين حول ما جرى بعد توقيع وثيقة العهد والاتفاق في عمّان، ومحاولة كسب موقف منصف أو محايد من الأشقاء في الخليج"، مشيرًا إلى أن تعاطفًا مبكرًا قد ظهر من الرياض تجاه قيادة الحزب الاشتراكي، عقب استقبالها لعلي سالم البيض وجماعته.



وقال الأحمر إنه كُلّف من قبل الرئيس علي عبدالله صالح بزيارة السعودية بمعية الدكتور عبدالكريم الإرياني، بعد ستة أيام من اندلاع الحرب وقبيل عيد الأضحى بيومين، مضيفًا أن وفد صنعاء وصل الرياض في نفس اليوم الذي بدأ فيه القصف الصاروخي على العاصمة من قبل قوات الحزب الاشتراكي.

وأشار إلى أنهما التقيا بالملك فهد بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير سلطان، وشرحا لهما طبيعة الموقف، مؤكدين استعداد الحكومة للقبول بأي وساطة سعودية.

وأضاف الشيخ الأحمر: "استقبلونا استقبالا طيبًا، وقلنا لهم إن المملكة هي الأقرب إلينا، وتأثيرها مقبول لدينا أكثر من غيرها، لكنهم اعتذروا عن الوساطة وقالوا إن موقفهم حساس، وإن أي وساطة قد تُغضب أطرافًا أخرى وتزيد التوتر".

وفي لحظة وُصفت بالحاسمة، يروي الأحمر أن الملك فهد قال له أثناء توديعه: "إذا أنتم قادرون على دخول عدن وحسم الموقف فبادروا، لتخرجونا من الحرج وتضعوا الجميع أمام أمر واقع".

وأضاف الأحمر أن الوفد غادر الرياض متوجهًا إلى أسمرة عاصمة إريتريا خشية استهدافه، بعد ورود أنباء عن سقوط صواريخ أمام منزله في الحصبة بصنعاء، ثم عاد إلى العاصمة اليمنية بعد ليلة واحدة، ليُعلن لاحقًا الانفصال من قبل قيادة الحزب الاشتراكي، وتشتد المواجهات في مختلف الجبهات.

وتسلّط هذه الشهادة الضوء على المواقف الإقليمية المعقدة إزاء الأزمة اليمنية في تلك المرحلة المفصلية، وتكشف عن تردد الأطراف الخليجية في التدخل المباشر، واختيارها الرهان على الحسم الداخلي لتفادي الإحراج الإقليمي والدولي.