الرئيسية - عربي ودولي - "الحريديم" تهدد نتنياهو: حل الكنيست وإسقاط الحكومة اذا استمر بفتح ملف "تجنيد" اليهود المتدينين

"الحريديم" تهدد نتنياهو: حل الكنيست وإسقاط الحكومة اذا استمر بفتح ملف "تجنيد" اليهود المتدينين

الساعة 11:17 مساءً



�نا عدن | متابعات
صعدت الأحزاب الدينية في إسرائيل (الحريديم) من لهجتها وتهديداتها بحل الكنيست وإسقاط حكومة بنيامين نتنياهو، على الرغم من إعلان الأخير عن تحقيق "تقدّم كبير" في المفاوضات الجارية معها خلال الساعات الأخيرة.

وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، أجرى نتنياهو، يوم الخميس، سلسلة مشاورات مع ممثلين عن الأحزاب الحريدية، في محاولة لاحتواء تداعيات قرار "مجلس حكماء التوراة" التابع لحزب "أغودات يسرائيل"، القاضي بدعم مشروع قانون لحلّ الكنيست، يُتوقع أن تطرحه المعارضة الأسبوع المقبل.

ورغم بيان مكتب نتنياهو الذي تحدّث عن أجواء إيجابية، أكّد تحالف "يهدوت هتوراة" تمسّكه بطرح مشروع قانون حلّ الكنيست للقراءة الأولى في الجلسة المقبلة، ما يُنذر بأزمة حكومية حادّة قد تُفضي إلى انتخابات مبكرة إذا ما أُقرّ القانون بالقراءات الثلاث.



تعود جذور التوتر إلى تعثّر التوصّل إلى تسوية بشأن قانون التجنيد، الذي ينصّ على إعفاء طلاب المدارس الدينية من الخدمة العسكرية، وهو مطلب تعتبره الأحزاب الحريدية أساسياً وغير قابل للتفاوض.

وكانت المحكمة العليا قد أصدرت في 25 حزيران 2024 قراراً يُلزم الحريديم بالخدمة العسكرية، مع وقف التمويل الحكومي للمؤسسات الدينية التي لا يلتزم طلابها بالتجنيد، ما أشعل غضب القاعدة الدينية وشيوخها.

وبحسب القناة الـ13 الإسرائيلية، انضمّ حزب "شاس" إلى خيار دعم مشروع حلّ الكنيست، احتجاجاً على ما وصفه بـ"الجمود" في ملف القانون، ما رفع منسوب التوتر داخل الائتلاف، خصوصاً في ظلّ احتمالات تصدّع داخلي إذا قرّرت أطراف حريدية أخرى السير في الاتجاه نفسه.

في المقابل، تسعى قوى المعارضة – وعلى رأسها حزب "هناك مستقبل" بزعامة يائير لبيد، و"إسرائيل بيتنا" بزعامة أفيغدور ليبرمان – إلى استثمار الخلافات داخل الائتلاف الحكومي، عبر التقدّم بمشاريع قوانين موازية لحلّ الكنيست.


وتتّهم المعارضة نتنياهو بمحاولة تمرير قانون إعفاء الحريديم من التجنيد استجابة لضغوط حلفائه في "شاس" و"يهدوت هتوراه"، بهدف الحفاظ على تماسك حكومته ومنع انهيارها.


وسجّلت الصحف الإسرائيلية، وبينها "يديعوت أحرونوت" و"هآرتس"، دعوات متصاعدة من كبار الحاخامات إلى الانسحاب من الحكومة، بل والذهاب إلى خيار التصويت على حلّ الكنيست، احتجاجاً على ما يعتبرونه "تقصيراً في الدفاع عن حق المتديّنين بعدم الخدمة".


فيما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن بعض الحاخامات أفتوا علناً بضرورة رفض أوامر التجنيد وتمزيقها، ما دفع آلاف الحريديم إلى المشاركة في تظاهرات رافضة أمام مراكز التجنيد.


في حال إقرار مشروع قانون حلّ الكنيست، تُفتح الطريق أمام انتخابات مبكرة، قبل موعدها الأصلي المقرر نهاية 2026، وذلك بعد أقل من 3 سنوات على الانتخابات الأخيرة التي أجريت في نهاية 2022.

ويُقدّر عدد الحريديم في إسرائيل بنحو 13% من مجمل السكان، ويرفض معظمهم الخدمة في الجيش بزعم التفرغ لدراسة التوراة، وسط مخاوف من اندماجهم في المجتمع العلماني الذي يعتبرونه تهديداً لهويتهم الدينية.

المصدر | ليبانون ديابت