الرئيسية - اقتصاد - عمالة اليمن في السعودية.. ورقة ضغط لتنفيذ رغبات سياسية (تقرير)

عمالة اليمن في السعودية.. ورقة ضغط لتنفيذ رغبات سياسية (تقرير)

الساعة 11:20 مساءً (هنا عدن : متابعات الخبر بوست )

اتهم مراقبون يمنيون السعودية باستخدام ملف العمالة اليمنية كورقة ضغط على الشرعية اليمنية لتحقيق مكاسب سياسية داخل اليمن.

ويرى مراقبون أن السعودية تستخدم هذا الأسلوب مع العديد من الدول، بهدف إخضاعها لرغبات المملكة، وهو ما ظهر جلياً مؤخراً في مقاطعة باكستان لقمة ماليزيا، بعد تهديد المملكة لرئيس الوزراء الباكستاني بطرد العمالة الباكستانية من السعودية، في حال شارك في القمة وهو ما دفع بـ عمران خان لمقاطعة تلك القمة رغم تأييده ودعمه لها.



استخدمت السعودية هذه الورقة مع اليمن منذ القرن الماضي، حيث شكل الضغط السعودي على الحكومات اليمنية من خلال ورقة العمالة عامل إخضاع لتلك الحكومات مقابل الأهداف التي سعت المملكة لتنفيذها داخل الأراضي اليمنية.

ويرى مراقبون أن استخدام السعودية لهذه الورقة حالياً بلغ ذروته مع الشرعية اليمنية التي تخضع للإرادة السعودية في ظل الفقر والجوع الذي يعصف باليمنيين، خاصة وأن عدد العمالة اليمنية في السعودية يقترب من مليوني عامل يمني.

نهج قديم 

حول ذلك يقول الصحفي اليمني محمد الأحمدي أن استخدام السعودية العمالة اليمنية كورقة ضغط ضد الحكومة الشرعية لانتزاع مكاسب سياسية أو تعبيراً عن احتجاج سعودي ضد اليمن، ليس سوى جزء من نهج السعودية في التعامل مع الملف اليمني.

ويقول الأحمدي لـ"لخبر بوست" إن السعودية عمدت سابقاً إلى طرد العمالة اليمنية إبان أزمة الخليج الثانية مطلع التسعينيات، مما سبب انعكاسات سلبية وكارثية على الاقتصاد اليمني، واليوم رغم أن الغالبية العظمى من الشعب اليمني ترى نفسها جنباً إلى جنب مع حرب السعودية ضد جماعة الحوثي، غير أن سياسات المملكة السعودية في التضييق على المغتربين اليمنيين وترحيلهم تمنح الجماعة مكاسب كبيرة تعزز خطابها العدائي ضد المملكة.

ويرى أن الحكومة الشرعية تعاني حالياً من حالة ارتهان للرياض، وتبدو مسلوبة القرار الوطني، وفي حال نجحت السعودية في تمرير مشاريعها عبر الشرعية مستغلة حالتها الراهنة، دون أي اعتبار لمصالح اليمنيين العليا وسيادة البلد، فإن هذا سيفتح الباب أمام مخاطر كبيرة على البلدين.

ويطالب الأحمدي الحكومة الشرعية بأن تتحمل مسؤوليتها التاريخية في حماية السيادة الوطنية، ورفض أي مشاريع على حساب مصالح اليمنيين ووحدة وسلامة أراضي الجمهورية اليمنية.

ورقة غير رابحة

من جانبه يعتقد الصحفي صدام الحريبي أن استخدام السعودية لموضوع العمالة اليمنية كورقة ضغط ضد الرئيس هادي يدخل ضمن الممارسات غير الأخلاقية.

ويضيف الحريبي لـ"لخبر بوست"، أن ورقة المغتربين لم تعد مربحة نهائياً بالنسبة للسعودية، ولن تنجح المملكة في ذلك أبداً، وعلى الشرعية في هذا الأمر أن لا تنصاع أو تخضع لمثل هذه الإبتزازات الرخيصة التي يحاول النظام السعودي استخدامها كنوع من الضغط لتركيع اليمنيين وامتلاك قرارهم أكثر مما هو واقع.

ويشير إلى أن السعودية ستفشل في استخدام هذه الورقة لأن الكثير من العمال اليمنيين قد عادوا إلى اليمن وبلدان أخرى بعد رفع رسوم الإقامات في السعودية بأشكال مضاعفة.

ويوضح الحريبي أن الحوثيين يحاولون استقطاب كل من يعود من السعودية ويستغلون استياء العائدين من النظام السعودي ويقنعوهم بالقتال إلى صفهم وهذا يشكل خطراً كبيراً ومضاعفاً على المملكة.

ويطالب المسؤولين اليمنيين المقيمين في المملكة بالعودة إلى أرض الوطن لإدارة شؤون البلاد من الداخل بدلاً من العيش تحت رحمة السعودية وطمعاً في أموالها.