قفزت عملة "بيتكوين" ما بين 1000 و2000 دولار خلال بضع جلسات، ليحوم لفترة وجيزة إلى 113 ألف دولار.
ارتداد أعاد الابتسامة لمتداولي العملات المشفرة، لكنه أثار التساؤلات: هل يقوم هذا الصعود على أسس صلبة أم أنه مجرد "فقاعة هواء"؟
ووراء الشموع الخضراء، يرى بعض المحللين أنه انتعاش تقني، فيما يخشى آخرون أن يكون مجرد صعود هش تغذيه المشتقات المالية أكثر من الطلب الفعلي، وفقاً لموقع "كوين تربيون" الفرنسي المتخصص في العملات الرقمية.
ولامست "البيتكوين" 113 ألف دولار قبل أن تتراجع إلى نحو 112,500 دولار، بين حماس المتداولين وإشارات تقنية متباينة، فيما يغذي الاحتياطي الفيدرالي الارتفاع بتوقعات قوية بخفض أسعار الفائدة.
ويشهد سوق العملات المشفرة في الأيام الأخيرة حالة من الترقب الشديد، بعد أن قفز سعر البيتكوين بما يتراوح بين ألف وألفي دولار خلال بضع جلسات، ليبلغ ذروته عند 113,279 دولارًا قبل أن يتراجع سريعًا نحو 112,500 دولار وقت كتابة التقرير. هذا الصعود القصير، الذي وصفه بعض المحللين بـ"الارتداد التقني"، أثار جدلًا واسعًا حول مدى صلابته وما إذا كان قائمًا على أسس اقتصادية حقيقية أم مجرد فقاعة مضاربية.
ارتداد قصير أم بداية مسار صاعد؟
وبحسب بيانات TradingView، تمكنت "البيتكوين" من تجاوز حاجز 112 ألف دولار ومتوسطه المتحرك لعشرين يومًا، ما دفع المحلل ميخائيل فان دو بوبي إلى الإشادة بالحركة، مؤكدًا أن الذهب بلغ مستويات قياسية جديدة فوق 3,680 دولارًا، وهو ما قد يعزز المسار الصاعد للعملة الرقمية.
في المقابل، رأى كريبتو توني أن تجاوز مستوى 113 ألف دولار يعد إشارة واضحة لفتح مراكز شراء طويلة الأمد. لكن أصواتًا أخرى كانت أكثر حذرًا.
فقد شدد المحلل تيد بيلوس على أن الارتفاع الحالي مدفوع بشكل أساسي بالعقود الآجلة والمشتقات المالية، مع ارتفاع الفائدة المفتوحة ومعدلات التمويل، في حين تبقى علاوة Coinbase شبه محايدة. وبحسبه، فإن غياب طلب قوي من السوق الفعلية يجعل الصعود غير مستدام.
العوامل الخارجية: الفيدرالي وول ستريت في الواجهة
الأسواق العالمية تترقب قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الأسبوع المقبل، وسط توقعات قوية بخفض أسعار الفائدة: 90% من المتعاملين يرجحون خفضًا بمقدار 25 نقطة أساس، و10% يتوقعون خفضًا أكبر بمقدار 50 نقطة أساس.
وهذا التفاؤل ساهم في تعزيز المكاسب، حيث دفع الذهب نحو قمم تاريخية جديدة، ورفع مؤشر ناسداك الأمريكي لمستويات قياسية. ومع ذلك، يحذّر خبراء مثل إد يارديني من أن "تحفيز اقتصاد لا يحتاج إلى تحفيز قد لا يخلق وظائف جديدة، بل يغذي فقاعات مضاربية".
وفي السياق ذاته، حذرت "جي بي مورغان" من سيناريو "بيع الخبر" حيث قد يبادر المستثمرون إلى جني الأرباح فور صدور قرار الفيدرالي، ما يضعف الأسواق بدلاً من دعمها.
توقعات بين 150 ألفا و200 ألف دولار
وبينما يتوقع مايكل سايلور من مؤسسة (MicroStrategy) وصول البيتكوين إلى 150 ألف دولار بحلول عيد الميلاد، أي بزيادة تقارب 35% من مستوياته الحالية، يذهب توم لي من مؤسسة Fundstrat إلى 200 ألف دولار في عام 2025 مدفوعًا بالسياسة النقدية الميسرة وبروز إيثريوم كلاعب رئيسي، فيما تحذر منصة "جلاسنود" من أن الصعود يعتمد على العقود الآجلة، لا على طلب spot حقيقي، ما يجعله هيكليًا هشًا.
وتواصل "البيتكوين" الرقص على خيط مشدود بين التفاؤل والقلق. فبينما يدفع الحماس بعض المحللين إلى التنبؤ بمستويات تتجاوز 200 ألف دولار، تحذر مؤسسات مثل Glassnode وJPMorgan من هشاشة الصعود الحالي وخطر انهيار محتمل في حال غياب طلب فعلي قوي.
في ظل هذه التناقضات، يبدو أن مستقبل "البيتكوين" سيظل مرتبطًا عن قرب بقرارات الفيدرالي الأمريكي وتوجهات الأسواق العالمية، وسط معادلة دقيقة تجمع بين آمال الارتفاع ومخاطر التراجع.