2025/09/09
خبير وباحث سياسي: الغارات على الدوحة "مقامرة" إسرائيلية تضع ملف الأسرى تحت النار

هنا عدن | متابعات
قال الباحث السياسي الفلسطيني إياد القرا إن استهداف الاحتلال لوفد حركة "حماس" المفاوض في الدوحة اليوم الثلاثاء، يشكل "مقامرة خطيرة" من شأنها أن تضع ملف الأسرى الفلسطينيين "تحت النار"، وتفتح الباب أمام تداعيات سياسية وأمنية إقليمية واسعة.

وأوضح القرا في تدوينة له على منصة "فيسبوك" أن الموقف القطري مرشح لعدة سيناريوهات، أولها التصعيد الدبلوماسي عبر استدعاء أو طرد ممثل الاحتلال وتجميد قنوات الاتصال، وثانيها اللجوء إلى خيار أكثر حدة يتمثل في قطع العلاقات بشكل كامل. كما لفت إلى احتمال مراجعة الدوحة لدورها كوسيط في ملف التفاوض، أو تحريك الملف دوليًا للتأكيد على أن ما جرى اعتداء على دولة ذات سيادة، وهو ما قد يحرج واشنطن، باعتبار قطر أحد أهم حلفائها وشركائها الاقتصاديين.

وبشأن حركة "حماس"، أشار القرا إلى أن الخيارات أمامها قد تتجه نحو نقل ملف التفاوض إلى جناحها العسكري "القسام"، بما يعني أن الاستهداف في الدوحة مسّ عمليًا ملف الأسرى في غزة. وأضاف أن الحركة قد تلجأ إلى تعليق المفاوضات وتجميد العملية حتى يدفع الاحتلال ثمنًا سياسيًا أو ميدانيًا، أو التعامل ميدانيًا مع ملف الأسرى، بحيث تتراجع أهميته السياسية لصالح قرارات ميدانية مباشرة، بعد أن أظهر الاحتلال فقدانه للاهتمام بهم كورقة استراتيجية.

وأكد القرا أن التداعيات الاستراتيجية لهذه الخطوة خطيرة، فهي تعكس عجزًا إسرائيليًا بعد فشل نتنياهو في غزة وعجزه عن الرد على عملية القدس، كما أنها تضعف ملف الأسرى من خلال تحييد بعده الإنساني وتحويله إلى قضية ثانوية تدار ميدانيًا فقط، ما يفقد الاحتلال ورقة تفاوضية بالغة الأهمية.

وأشار إلى أن ما يجري يعيد إلى الأذهان سيناريوهات الماضي، مثل محاولة اغتيال خالد مشعل في عمّان عام 1996، والتي انتهت حينما أجبر العاهل الأردني الراحل حسين بن طلال الاحتلال الإسرائيلي على إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين. وأضاف أن الاحتلال يثبت مجددًا أنه بلا قواعد، ولا يميز بين العواصم، مستشهدًا باغتيال إسماعيل هنية في طهران وصالح العاروري في بيروت.

وختم القرا بالقول إن الرسالة موجهة أيضًا إلى الأنظمة العربية والإقليمية، بأن التعامل مع الاحتلال لا يمكن أن يستند إلى أي التزام أخلاقي أو سياسي في العلاقات الدولية، فهو يتصرف وفق منطق الغدر والمقامرة، حتى مع الدول التي تستضيف وساطات سياسية حساسة.

وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، عدونًا على العاصمة القطرية الدوحة، استهدف مقرات سكنية لعدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة المقاومة "حماس"، وهو الأمر الذي أدانته الدوحة بشدة.

ووفق وكالة الأنباء القطرية الرسمية /قنا/ فقد "شن الكيان الإسرائيلي، اليوم، هجوما إجراميا استهدف مقرات سكنية لعدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة “حماس” في الدوحة".
 وكالة قدس برس للانباء
 

تم طباعة هذه الخبر من موقع هنا عدن https://www.huna-aden.com - رابط الخبر: https://www.huna-aden.com/news86641.html