هنا عدن متابعات
اتهمت منظمة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية، حكومة الاحتلال الإسرائيلي بتعمد تفكيك جميع المنظمات التابعة للأمم المتحدة التي تولت على مدى عقد كامل مهمة توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، لصالح الاعتماد الحصري على ما يُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية" (GHF).
وقال شاي بارنز، مدير الإعلام في المنظمة، في تصريحات صحفية اليوم السبت، إن هذه الخطوة تأتي في إطار سياسة "تطهير عرقي" متعمدة، مستشهداً بتصريحات سابقة لوزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الذي أعلن عن نية "تل أبيب" تدمير مدينة غزة شمالي القطاع، على غرار ما جرى في رفح جنوباً.
وأوضح بارنز أن "إسرائيل" شددت حصارها بشكل منهجي، ما أدى إلى حرمان السكان من الغذاء والماء، محذراً من أن هذه السياسات تدفع نحو كارثة إنسانية متسارعة.
وأضاف: "الوضع في غزة لم يكن نتيجة طبيعية، بل نتاج سياسات إسرائيلية مقصودة"، داعياً المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل لوقف المجاعة وحماية المدنيين قبل فوات الأوان.
وكشف بارنز أن أكثر من 200 شخص قضوا بسبب سوء التغذية، فيما تحتاج نحو 1500 امرأة حامل ومرضع إلى تغذية إضافية، في وقت يواجه نحو 40 ألف طفل خطر الموت ما لم يتم التدخل العاجل.
وانتقد المسؤول في "بتسيلم" تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير خارجيته، اللذين وصفا تقرير الأمم المتحدة بشأن المجاعة بأنه "افتراءات" و"مكانه سلة المهملات"، معتبراً أن هذه التصريحات تؤكد "نية مبيتة للتعمد في استخدام التجويع كأداة سياسية"، مشدداً على أن الحصار يشمل الغذاء والماء والدواء ويهدد حياة المدنيين بشكل مباشر.
وكانت "بتسيلم" قد نشرت قبل يومين تقريراً مطولاً تحت عنوان: "الحصار ومصائد الموت ـ كيف تجوّع إسرائيل السكان في قطاع غزة"، أكدت فيه أن الاحتلال ينفذ إبادة جماعية ممنهجة بحق الفلسطينيين، مفنّدة في الوقت نفسه ما وصفته بـ"أكاذيب تل أبيب" بشأن المجاعة.
وأوضح التقرير أن الآليات الإسرائيلية للتجويع تشمل منع إدخال الغذاء وتدمير البنى التحتية المحلية، وخلق ظروف قاتلة للحصول على الطعام. كما أشار إلى أن مراكز توزيع الغذاء التابعة لـ"مؤسسة غزة الإنسانية" في جنوب ووسط القطاع تحولت إلى "مصائد موت تحت ستار المساعدة".
وترتكب "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وبدعم أميركي، إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 220 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين معظمهم أطفال، فضلا عن الدمار الشامل ومحو معظم مدن القطاع ومناطقه من على الخريطة.
وكالة قدس برس