كشفت دراسة أجراها باحثون في «مركز شيكاغو الطبي» التابع لجامعة شيكاغو الأميركية أن كبار السن الذين يزيدون سرعة مشيهم بمقدار 14 خطوة إضافية في الدقيقة عن وتيرتهم المعتادة يتمتعون بتحسّن واضح في القدرة البدنية والتحمل الهوائي، مما يساعدهم على الحفاظ على صحتهم واستقلاليتهم لفترة أطول.
فوائد المشي لمسافات طويلة
وأوضح الباحثون أن القدرة على المشي لمسافات أطول دون تعب تعني أن كبار السن يمكنهم القيام بمهامهم اليومية، مثل التسوُّق أو التنقل دون الاعتماد على الآخرين، مما يحسّن من صحتهم النفسية والاجتماعية، ونُشرت النتائج، الأربعاء، في دورية «PLOS One».
ويُعد الضعف البدني لدى المسنين حالة طبية مُعتَرَف بها تعني انخفاض القدرة الجسدية والوظيفية، مما يجعل الشخص أكثر عرضة للمضاعفات الصحية عند التعرُّض لأي مجهود بسيط أو توتُّر يومي. ويشمل هذا الضعف صعوبة في الحركة، وبطء المشي، وفقدان القوة العضلية، والإرهاق المستمر، مما يزيد من خطر السقوط، ودخول المستشفى، وفقدان القدرة على القيام بالأنشطة اليومية بشكل مستقل.
ويُعتبر اكتشاف علامات الضعف المبكر والتدخل عبر النشاط البدني المعتدل، مثل المشي السريع، خطوة مهمة للحفاظ على جودة حياة كبار السن، وتقليل احتمالات تدهور حالتهم الصحية.
لكن السؤال الذي ظل قائماً لفترة طويلة هو
ما السرعة التي يجب أن يمشي بها كبار السن لتحقيق فائدة حقيقية؟
قياس السرعة
خلال الدراسة، استخدم الباحثون طريقة دقيقة لقياس سرعة المشي عبر عدد الخطوات في الدقيقة، أو ما يُعرف بـ«الإيقاع الحركي»، بدلاً من الاعتماد على اختبارات تقليدية.
واعتمدت الدراسة على متابعة كبار السن المصنّفين ضمن فئة الضعفاء بدنياً أو المعرّضين للضعف، من خلال برامج مشي منتظمة بإشراف فريق بحثي. وتم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين: الأولى مشَت بوتيرتها المعتادة، بينما طُلب من المجموعة الثانية زيادة سرعتها بما لا يقل عن 14 خطوة في الدقيقة، لتصل إلى نحو 100 خطوة في الدقيقة.
وأظهرت النتائج أن المشاركين الذين زادوا سرعتهم بمعدل 14 خطوة أو أكثر في الدقيقة حققوا تحسُّناً ملحوظاً في قدرتهم على المشي لمسافات أطول دون تعب، كما اجتازوا اختبارات قياس التحمل البدني بصورة أفضل مقارنةً بالمجموعة التي حافظت على وتيرتها المعتادة.
ولم تعتمد النتائج على الشعور الشخصي فقط، بل على قياسات موضوعية مؤكدة عبر الأجهزة والتطبيقات؛ حيث ظهر أن مجرد تعديل بسيط في سرعة المشي يمكن أن يحقق فرقاً فعلياً في الأداء البدني، حتى لدى الأشخاص المعرضين للضعف البدني.
إلى ذلك، طوّر الفريق تطبيقاً ذكياً للهواتف يحمل اسم «Walk Test»، صُمم خصيصاً لقياس سرعة المشي (عدد الخطوات في الدقيقة) بدقة، ويعتمد التطبيق على تقنيات مفتوحة المصدر لتحليل بيانات الخطوات بدقة تضاهي الأجهزة البحثية المتخصصة، مع تصميم سهل الاستخدام ليكون في متناول المسنين.