2025/06/16
أسرائيل وإيران: صراع الوجود والهيمنة في الشرق الأوسط ..مع من نقف نحن !؟

 

 

نايل عارف العمادي 

تُظهر الضربات الإسرائيلية المتكررة على المنشآت النووية الإيرانية أن تل أبيب تعتبر امتلاك طهران لسلاح نووي تهديدًا وجوديًا حقيقيًا. هذا القلق العميق يعكس، بحسب مراقبين، أن إسرائيل كيان غير متجذر في نسيج المنطقة، بل كيان طارئ يخشى محيطه الإقليمي، ويشعر دائمًا بتهديد وجودي.

من هذا المنطلق، تسعى إسرائيل بكل الوسائل للحفاظ على تفوقها العسكري النوعي، وخصوصًا في امتلاك السلاح النووي، الذي ترفض الإفصاح عنه رسميًا، لكنها تُعدّ الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلكه فعليًا. هذا التفوق هو ما تحرص إسرائيل على استمراره، دون أي منافسة حتى من الدول "المطبّعة" معها.

وترى تل أبيب أن أي مشروع نووي في المنطقة، حتى وإن رُفع عنه الطابع العسكري، هو خطر محتمل على أمنها القومي. لذلك تستخدم إسرائيل أدواتها الاستخباراتية والعسكرية لتقويض المشروع النووي الإيراني قبل أن يبلغ نقطة اللاعودة، وتعتبره أولوية استراتيجية.

لكن أخطر ما يراه محللون في هذا السياق، هو أن إسرائيل لا تكتفي بردع إيران، بل تطمح لفرض نفوذها على الإقليم بأكمله، بل وحتى التمدد سياسيًا وعسكريًا إلى قلب العالم العربي، بدءًا من بلاد الشام ووصولًا إلى منطقة نجد والحجاز، عبر ترتيبات أمنية واقتصادية تُدار بهدوء منذ سنوات.

من هنا، يجب على الدول العربية أن تتعامل مع هذا المشهد بواقعية، فزوال إيران رغم خلافاتها العميقة مع العرب قد يفتح الباب أمام إسرائيل لتكون القوة الوحيدة المتحكمة في الشرق الأوسط، دون أي توازن ردع إقليمي. وهذا لا يخدم مصالح العرب، لا على المدى القريب ولا البعيد.

تم طباعة هذه الخبر من موقع هنا عدن https://www.huna-aden.com - رابط الخبر: https://www.huna-aden.com/news85756.html