2025/06/09
انيس منصور يكتب الدفاع عن علي وعائشة. …مستقبل اليمن في خطر: الشحن الطائفي السعودي

 

 

‏يبدو أن تفخيخ مستقبل اليمن بمليشيات متناحرة، عقائدية وأخرى مناطقية وقروية وبأجندات متضاربة، لم تنل ما يجب وما يكفي من تسليط الأضواء والاعتراضات من قبل الأحزاب السياسية والإعلاميين ومنظمات المجتمع المدني.

‏كأن كل شيء يتعلق بالتجزئة والتقسيم يتم التكتم عليه وعدم إظهاره، وكل ما يتعلق باليمن يتم المبالغة فيه.

‏حتى العلم اليمني، بما يحمل من معنى ورمزية لدى الشعب اليمني يغيب حيث يجب أن يحضر، وكأن هناك من يريد إخفاء اليمن أو اختفاءها عن الخارطة الجغرافية وماقامت به قوات درع الوطن أخيرا في نزع العلم اليمني وعدم رفعه في معسكراتها واحتفالتها الرسمية واكتفاها برفع راية بيضاء خير دليل على ذلك. 

‏ما يُسكت عنه الكثير من المثقفين والإعلاميين هو الشحن العقائدي الذي يقوم به دعاة سعوديون لجنود قوات درع الوطن في الدورات التدريبية والطائفية والذي يهدف إلى إدخال الجانب العقائدي في ولاء هذه القوات للسعودية باعتبارها المنطلق العقائدي للأمة الإسلامية حسب اعتقادهم.

‏رفع شعار الجـ8ـاد ضد الحـ))ـوثيين على أنهم كفار وروافض، هذه الأفكار الطائفية تمهد لصراع طائفي سوف يتجاوز الحدود ولن يسلم منه أحد.

‏مقابل هذه التعبئة المغلوطة والشحن الطائفي في الجنوب، هناك شحن طائفي في الشمال من قبل الحـ)وثيين. المتضرر من هذه الأفكار المنحرفة هو الجيل اليمني القادم الذي ينشأ مشحونًا عقائديًا يكفر بعضه بعضًا ويقتل بعضه البعض باسم الدين والعقيدة والدفاع عن علي وعائشة.

‏من مصلحة المملكة العربية السعودية أن تكون هناك قوة سلفية وهابية عقائدية في الجنوب لإيجاد توازن مع الشمال الذي أصبح خمينيًا في نظر البعض، وهكذا تضمن بقاء اليمن منقسمًا بين شيعة وسنة.

‏الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو انتشار المراكز الدينية السلفية في المحافظات الجنوبية، والتي تنشر الفكر الوهابي المتشدد وتحظى بدعم مالي سعودي.

‏قد يقول قائل لماذا تفعل السعودية أمرًا كهذا مع بلد عربي مثل اليمن؟ الأمر بكل بساطة هو أن السعودية لا تريد بناء دولة قوية في اليمن وترى في هذا تهديدًا لأمنها القومي، وهي على استعداد لضخ مليارات الدولارات لبقاء اليمن على هذه الحالة.

‏لا يهمها ذلك، ما يهمها هو بقاء اليمن في حالة من الفوضى وعدم الاستقرار السياسي.

‏انيس منصور

تم طباعة هذه الخبر من موقع هنا عدن https://www.huna-aden.com - رابط الخبر: https://www.huna-aden.com/news85655.html