2025/06/06
كاتب جنوبي عن تحالف الانتقالي مع اسرة عفاش: يعتقدون أن تفويضنا لهم "شيك على بياض" فلم يعودوا بحاجة إلى "سؤال" شعبهم والاستئذان من الضحايا.. وبتحالفهم هذا فقد "تجاوزوا" توابت الشعب وخطوطه الحمراء التي رسمناها بالدم والقهر والألم

هنا عدن | خاص
ياسر محمد الأعسم
كاتب سياسي|

 قرأنا خبر تحالف الجبهتين الإعلاميتين للقائد "عيدروس" والعميد "طارق"، وتابعنا تقاطرهم على الساحل الغربي.
 اصبحوا يعتقدون أن تفويضنا لهم شيك على بياض، فلم يعودوا بحاجة إلى سؤال شعبهم، والاستئذان من الضحايا.
 تقاربوا، ولسنا متأكدين إن كانت مبادرتهم عفوية، ولكن لا يخفى على أحد أن الحليف والداعم واحد.
 الحياد في القضايا المصيرية خيانة، فكيف إذا كان توقيعهم بدماء الشهداء وعلى أشلاء الأبرياء؟.
 سمعنا كلمة العميد طارق عفاش عن تقاربه مع الجنوبيين، ممثلين بالمجلس الانتقالي، ولا نستغرب ثقته، فهو يتمدد كل يوم.
 من المستفيد من هذه الخطوة، الجنوب أم الانتقالي وحده؟. 
 
من ناحية، نراهم يتنازلون عن تضحيات شعبهم، ومن ناحية أخرى، فإن تجربتنا مع التحالفات السابقة كانت تعيسة.

بخطوتهم هذه، نظنهم قد تجاوزوا توابتنا وخطوطنا الحمراء التي رسمناها بالدم، والقهر، والألم.
 
لا ننسى حديث العميد عن غزوهم لعدن، ونصيحته للحوثيين بالتمركز في الجولات ومداخل المدينة، فقد قال حينها إن استفزاز الناس يجعل الجميع خصماً لك حتى المحايدين.
 لسنا متأكدين ما إذا كان "قناصو عفاش" قد اغتالوا أحد أبناء القيادة، لكننا متأكدون أن ضحاياهم من أبناء عدن بالعشرات، وإن نزعت صورهم من جدران المدينة. 
 
لم يمض زمن طويل على جرائمهم، ولا نعتقد أن أباً مقهوراً أو أماً فقدت فلذة كبدها أو زوجة ترملت أو ابنة تيتمت، يمكنهم أن ينسوا ويطووا الصفحة.
  بعد تحرير عدن، ركبوا قطار التحالف العربي دون أن يسألوهم إلى أين أو يوقعوا ورقة أو حتى "شتي"، وقالوا لنا يومها: "تحالف الضرورة".
 وبعد عشر سنوات من هذا "التحالف"، نجد أن الذين استفادوا "شلة"، ونكاد نخسر القضية.
 نخشى أن يكرروا الأخطاء ذاتها ويقودونا مجدداً إلى باب اليمن دون ثمن، بعد أن يضيعونا، يغادرون ليديروا استثماراتهم، ويصيرون مجرد أفواه للمناصحة.
 سيحلبون بقرة هذا التحالف، وتظل وجوهنا مبللة بلعابها المقزز، ونحك رؤوسنا بحثاً عن إجابة.
  نرجو أن نكون مخطئين، لكننا لا نثق بأياد مازالت ملطخة بدمنا.
 

تم طباعة هذه الخبر من موقع هنا عدن https://www.huna-aden.com - رابط الخبر: https://www.huna-aden.com/news85614.html