2025/06/03
11 ألف طلعة جوية و25 ألف ساعة طيران نفذتها ترومان لردع اليمن وفشلت (ماذا تعني هذه الأرقام؟)

قال تقرير لموقع تاسك أند بوربوس الأمريكي المتخصص بشؤون الدفاع، إن حاملة الطائرات الأمريكية هاري ترومان، خاضت وطاقمها ومجموعتها الهجومية المرافقة واحدة من أكبر العمليات الهجومية البحرية التي خاضها الجيش الأمريكي منذ الحرب العالمية الثانية.

لكن التقرير الذي رصده وترجمه “المساء برس” لم يشر إلى حقيقة أن المهام الهجومية لحاملة الطائرات ترومان ومجموعتها تحولت من عمليات هجومية إلى عمليات دفاعية للحفاظ على نفسها ومجموعتها من الهجمات اليمنية المكثفة باستخدام الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة التي أقر بمدى خطورتها والأضرار الجسيمة التي تحدثها هذه الهجمات نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس مؤخراً.

وكشف التقرير أن طاقم حاملة الطائرات ترومان وطياروها، نفذوا خلال انتشار الحاملة في الشرق الأوسط لمواجهة اليمن 11 ألف طلعة جوية، و25 ألف ساعة طيران، و22 عملية تزويد بالوقود جارية، وفقاً لما ذكره الأدميرال داريل كودل قائد قيادة قوات الأسطول الأمريكي في كلمة ألقاها أمام البحارة أمس الأحد بعد رسوا حاملة الطائرات في ميناء قاعدة نورفولك الأمريكية بولاية فرجينيا، وأضاف كودل “هذا أمر لا يصدق بكل بساطة”.

وعلى الرغم من الكم الهائل من الطلعات الجوية التي نفذها أسطولها الجوي من أجل اليمن، إلا أنها فشلت جميعها في ردع صنعاء وقواتها المسلحة ومنعها من مواصلة فرض حصارها البحري على الاحتلال الإسرائيلي أو وقف القصف باتجاه الكيان.

بالمقارنة مع ما أعلنه الرئيس الأمريكي سابقاً من أن الهجمات على اليمن بلغت 1100 هجوم خلال أسابيع قليلة جداً فإن الأرقام الأخيرة التي كشف عنها قائد القوات الأمريكية كودل أمس الأحد تكشف كمية وكثافة الهجمات اليمنية التي كانت تتم ضد حاملة الطائرات ومجموعتها القتالية باستخدام الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة. 

بالطبع لن تكشف صنعاء عن عدد كل الطائرات المسيرة والصواريخ المجنحة المستخدمة في كل هجوم ضد حاملة الطائرات ترومان، والذي كان يستمر كل اشتباك منها ساعات طويلة بعضها وصل إلى 9 ساعات من الاشتباك المستمر، وصحيح أن هذه الأرقام ليست فقط للعمليات التي نفذتها ترومان خلال حملة ترامب ذو الـ7 أسابيع بل تشمل أيضاً كل العمليات التي نفذتها الحاملة منذ بداية انتشارها التي امتدت لـ9 أشهر متواصلة والتي بدأت مهامها في ديسمبر 2024 أي أواخر الحملة الهجومية التي شنها الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن ولكن كثافة وعدد الهجمات التي نفذتها ترومان في فترة ترامب فاقت عدد الهجمات التي نفذتها إدارة بايدن التي امتدت لعام كامل، مع العلم أن ترومان توقفت منذ منتصف أبريل حتى منتصف مارس 2025 وبالتالي فإنه ومن الأرقام الرسمية المعلنة من الولايات المتحدة يتبين أن الهجمات اليمنية كانت كثيفة جداً لدرجة يضطر فيها طاقم ترومان إلى تنفيذ 11 ألف طلعة جوية ويحلق سربه الجوي 25 ألف ساعة الجزء الأكبر منها كان خلال آخر 7 أسابيع من فترة انتشارها، وهذا يقود إلى أكثر من استنتاج عسكري:

أولاً: أن 11 ألف طلعة جوية مقارنة مع تنفيذ 1100 قصف داخل اليمن تعني أن الطلعات الجوية لم تكن فقط لشن قصف على اليمن وكان لتنفيذ مهام أخرى، وأبرز هذه المهام هو محاولة إيقاف الهجمات اليمنية بالطائرات المسيرة والتي لم تكن تتمكن الولايات المتحدة من التصدي لها إلا باستخدام المقاتلات المأهولة عبر إطلاقها في الأجواء وتتبع الطائرات المسيرة وضربها في الجو قبل الوصول إلى أهدافها، وهذا يعني أن الهجمات اليمنية بالطائرات المسيرة كانت كثيفة جداً وبأعداد كبيرة جداً.

ثانياً: أن الأسطول الجوي الأمريكي على متن هاري ترومان كان يطلق أكثر من طائرة حربية مأهولة للتصدي لطائرة مسيرة واحدة فقط وبالتالي فإن إطلاق 10 طائرات مسيرة من اليمن يتطلب لإيقاف الهجوم إطلاق على أقل تقدير من 15 – إلى 20 طائرة حربية مأهولة، وأبرز دليل على ذلك الهجمات بالطائرات المسيرة اليمنية التي نُفذت ضد الكيان الإسرائيلي بداية العام 2024 والتي كشف الإسرائيليون بأنفسهم بأنهم اضطروا للتحليق بأكثر من طائرة حربية في الأجواء لاعتراض طائرة مسيرة واحدة قادمة من اليمن.

ثالثاً: أن هناك الآلاف من الطلعات الجوية التي انطلقت بغرض تنفيذ هجمات في العمق اليمني ولكن تم إلغاء الهجمات قبل إتمام العمليات الهجومية بسبب تعرض واحدة أو أكثر من هذه المقاتلات لتهديدات مميتة عبر الدفاعات الجوية اليمنية المتطورة وبالتالي فإن من الطبيعي أن يقرر قائد القوات الأمريكية إلغاء الهجوم لبقية السرب والتوجيه بعودته إلى حاملة الطائرات.

رابعاً: هذه الأرقام المعلنة تكشف أن صنعاء تمكنت تماماً من إعماء العدو الأمريكي ومنعه من القيام بعمليات الرصد والتصوير الجوي باستخدام الطائرات غير المأهولة الأكثر تطوراً لدى الولايات المتحدة وهي طائرات MQ-9 رايبر والتي أبطل اليمنيون مفعولها وحيدوها تماماً، وبسبب هذا التحييد يبدو أن القوات الأمريكية لجأت لاستخدام الطائرات المأهولة للقيام بمهام الرصد بشكل متقطع قدر الإمكان لتعويض فشل MQ-9.

تم طباعة هذه الخبر من موقع هنا عدن https://www.huna-aden.com - رابط الخبر: https://www.huna-aden.com/news85585.html