2025/05/19
قائد الدفاع الجوي الإسرائيلي السابق يعترف: لا يمكننا هزيمة الحوثيين إنهم بعيدون عنّا ويصنعون صواريخهم بأنفسهم

اعترف قائد سلاح الدفاع الجوي الإسرائيلي السابق، العميد تسفيكا حايموفيتش، بعجز الكيان الصهيوني عن تحقيق نصر عسكري على اليمن وحركة “أنصار الله”، مشبّهًا ذلك بالفشل المستمر في إخضاع المقاومة الفلسطينية في غزة، وخاصة حركة حماس.

وقال حايموفيتش في تصريحات نقلتها وسائل إعلام عبرية: “هل من الممكن هزيمة جماعة تبعد عنا 2000 كيلومتر؟ لقد فشل السعوديون في سبع سنوات، بينما أعلن الأمريكيون انتصارا أحاديًا بعد شهرين فقط. الهجمات القاتلة لن تأتي بنتائج حاسمة”.

وأشار المسؤول العسكري السابق إلى التطور الكبير في قدرات صنعاء، موضحًا أن “القدرات الصاروخية الباليستية تطورت بشكل كبير، واليوم توجد صناعة صواريخ متقدمة في اليمن”، مؤكداً أن “الصواريخ التي تُطلق علينا يتم إنتاجها محلياً هناك، بعد أن تعلم الحوثيون التصنيع”.

وجاءت هذه التصريحات في ظل تصاعد الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة التي تنفذها القوات اليمنية ضد مطار اللد “بن غوريون”، وأهداف في العمق الفلسطيني المحتل، ردًا على استمرار المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة، والتي تسببت في مقتل وإصابة عشرات الآلاف من المدنيين، أغلبهم من الأطفال والنساء.

فشل التحالفات العسكرية ضد اليمن

وتكشف تصريحات حايموفيتش، بحسب مراقبين، حجم الإخفاق العسكري والسياسي لتحالف الحرب على اليمن بقيادة السعودية وبدعم أمريكي وبريطاني وإسرائيلي، منذ عام 2015. إذ لم تؤدِ سنوات القصف والحصار إلى كسر إرادة صنعاء، بل أسهمت في تسريع تطوير قدراتها الصاروخية والدفاعية، وتحويلها إلى قوة إقليمية فاعلة في معادلة الأمن البحري والردع العسكري.

إسرائيل في مأزق استراتيجي

وتأتي هذه الاعترافات في وقت حساس بالنسبة للكيان الإسرائيلي، الذي واجه حرب استنزاف متعددة الجبهات منذ 7 أكتوبر الماضي، شملت غزة وجنوب لبنان والضفة الغربية واليمن والعراق، وسط تصاعد الانتقادات الداخلية لفشل حكومة وجيش الاحتلال في تحقيق أي من أهداف الحرب، لا سيما مع استمرار عجز الاحتلال عن استعادة الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية.

ويرى محللون أن تصريحات حايموفيتش تعكس تحوّلاً في المزاج العسكري الصهيوني، الذي بدأ يُدرك محدودية القوة الجوية في حسم المواجهات ضد حركات المقاومة، خاصة تلك التي تتمتع بعمق شعبي وبنية تصنيعية وتكتيكات متطورة كما هو الحال مع الجيش اليمني بقيادة أنصار الله.

ومنذ نهاية 2023، تصاعدت هجمات صنعاء على السفن الإسرائيلية والأمريكية في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب، ضمن ردها على العدوان الإسرائيلي على غزة. وأعلنت صنعاء أن هذه العمليات ستستمر حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن القطاع، مما أدخل التحالف الأمريكي-البريطاني-الإسرائيلي في حرب بحرية مفتوحة، فشلت حتى الآن في ردع القوات اليمنية، رغم استخدامها طائرات إف-35 وحاملات طائرات وصواريخ مجنحة.

وفي مايو 2025، اضطرت الولايات المتحدة إلى عقد اتفاق تهدئة منفرد مع اليمن برعاية سلطنة عمان، بعد إخفاق عملية “الفارس الخشن” التي أطلقها ترامب ضد اليمن، وأدى الاتفاق إلى تخلي ترامب عن إسرائيل في المواجهة أمام اليمن الأمر الذي زاد من التصدعات في التحالف الإقليمي وأثار خلافات مع إسرائيل، التي لم تُشرك في التفاهمات، ما دفعها لاحقًا للرد على اليمن بهجمات منفردة على موانئ الحديدة ومطار صنعاء، بعد تكريس صنعاء فرض حظر للملاحة الجوية باستهداف مطار اللد “بن غوريون” وتحذير شركات الطيران الأجنبية بعدم الطيران الى الأراضي الفلسطينية المحتلة.

تم طباعة هذه الخبر من موقع هنا عدن https://www.huna-aden.com - رابط الخبر: https://www.huna-aden.com/news85398.html